لكل السوريين

بات الأهالي عاجزون عنها.. ارتفاع كبير بأسعار الدروس الخصوصية

تراجعت العملية التعليمة في حماة بشكل كبير، نتيجة استقالات طالت قطاع التربية، وانشغال المعلمين بتوفير معيشتهم، في ظل قلة الأجور الكبير، كما بات المعلمين يتقصدون ذلك لإجبار الطلاب على الدروس الخصوصية.

تراجع العملية التعليمية دفع أهالي حماة إلى الاتجاه للدروس الخصوصية لأبنائهم، في ظل الأسباب السابقة، ويعتمد الطلاب السوريون على الدروس الخصوصية، والدورات في المعاهد والمدارس الخاصة خلال دراستهم للمناهج التعليمية الخاصة بالشهادتين، بعد تدهور التعليم في المدارس الحكومية.

هذا الأمر زاد من حجم الطلب على الدروس الخصوصية، ورفع أجورها إلى حد لم يعد بمتناول جميع الطلاب في مدينة حماة، ما دفع بعضهم للتجمع في مجموعات، ودفع أجرة الدرس بعد تقسيمه على الحضور.

ونتيجة اتجاه غالبية الأهالي للدروس الخصوصية، ارتفعت أقساط المعاهد والدروس بشكل كبير في ظل قلة حيلة السكان على تأمينها، لا سيما في ظل الوضع الاقتصادي المتردي لغالبية السوريين، بعد التضخم وانهيار قيمة الليرة السورية المتواصل.

وترتفع أجرة الدروس الخصوصية مع ارتفاع تكاليف المواصلات، وتكاليف المعيشة، وبالنسبة للمدرّسين، تعتبر الدروس الخصوصية مصدر رزقهم الأهم بسبب تدني أجورهم في المدارس الحكومية، التي لا تتعدى الـ150 ألف ليرة سورية شهريًا.

وتعتبر هذه الأجور متدنية جداً مقارنة بتكاليف المعيشة للسوريين، ففي تقارير إعلامية وأبحاث أظهرت حاجة الفرد أو العائلة في سورية إلى نحو مليون ونصف شهرياً، لتأمين مأكل وشراب وإيجار منزل، قبل الارتفاع الأخير بقيمة الدولار الأمريكي.

ويعتبر عموم السوريين تحت خط الفقر بموجب الخط الذي حددته الأمم المتحدة والتي تقارب حاجة الفرد إلى دولارين يومياً، في ظل ذلك بات المعلمين والموظفين بشكل عام يبحثون عن مصادر رزق أخرى لتأمين الحاجيات.

وارتفعت أسعار الدروس الخصوصية بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ففي بداية العام كان أجر أستاذ الرياضيات 30 ألف في الساعة الواحدة، أما الآن فهو 50 ألف ليرة عند بعض المدرّسين، عدا الفيزياء والكيمياء وباقي المواد.

ارتفاع التكاليف وصل إلى الحد الذي صار فيه أغلب الأهالي عاجزين عن دفعها للمدرّسين، ما انعكس على المستوى العلمي للطلاب، دفعت هذه الحالة المعيشية المتردية للأهالي الطلاب ليتجمعوا ضمن مجموعات صغيرة في بيت واحد منهم، وحضور الدرس مجتمعين وتقاسم أجرته.

وقدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عدد الأطفال المحرومين من التعليم في سوريا خلال عشر سنوات من الحرب، بأكثر من مليوني طفل.

 

ويعاني قطاع التعليم في سوريا، من تراجع كبير في الترتيب العالمي، نتيجة الحرب السورية التي بدأت منذ أكثر من 11عاماً، وتراجع أعداد الطلاب نتيجة القصف والنزوح والهجرة والتهجير.