لكل السوريين

الفروة.. موروث شعبي لا يزال يحافظ على تواجده في دير الزور

دير الزور/ غالب هويدي 

لكل بلد عادات وتقاليد مختلفة والزي الشعبي يعتبر من عادات وتقاليد البشر، وفي دير الزور تنتشر ما تعرف بالفروة وهي ملبوس شتوي للرجال يصنع من جلود الأغنام هي صنعة متوارثة في سوريا منذ القدم تحتاج إلى مهارة عالية لصناعتها.

في ريف دير الزور الغربي يعمل العم أبو نشأت الفرواتي بها، وقد توارثها عن أباه وأجداده، ولم تضمحل هذه المهنة رغم ظروف الحرب ولم يبتعد الناس عن شراء الفروة كونها لباس تقليدي لأهالي أرياف سوريا، يلبسها شيخ العشيرة والفلاح وراعي الغنم.

المادة الأولية لصناعتها من جلود الأغنام، وتتميز الأغنام في سوريا عن غيرها بالجلود والصوف كميزة تجعل الفروة صناعة سورية بحتة.

ويقول أبو نشأت “صناعة الفروة مهنة يدوية ودخلت عليها الآلة حديثا، يتم شراء الجلود من الجزارين (بائعي اللحوم)، تبدأ صناعة الفروة بغسيل الجلد حيث كان هناك مكانا مخصصا للغسيل على ضفة النهر، وما إن دخلت الغسالة حتى تغير وضع الغسيل، حيث أصبح آليا وبطرق أسرع”.

ويضيف “من ثم تتم عملية تمليح الجلود أي نقعها بالملح حتى يجف، وبعدها تتم إعادة غسله بالماء وسوائل تنظيف، ثم يوضع له مادة تسمى الشبه تضفي عليه نعومة أكثر حتى يجف تماما ويتم بشره بواسطة الآلة أشبه (بالجلخ) الذي يستخدمه الحدادين، وبعدها تبدأ عملية التفصيل أو ما يعرف بالتخريجة، وتأتي حسب طلب الزبون أو المشتري، ومن ثم يضاف لون القماش الخارجي حسب ما يطلبه المشتري”.

والفراء الناعم العالي الجودة يسمى (الطفيلي) والمصنع من جلود الخراف ذات الأعمار الصغيرة، حيث يعطي نعومة ودفء أكبر، وتلبس الفروة لسنوات طويلة ويتوارثها الأبناء من آبائهم، وقد يصل وزن بعض الفراء لأكثر من عشرة كيلو غرامات.

وتتراوح اسعار الفراء في وقتنا الراهن بدءا بأربعين ألفا وصولا لنصف مليون ليرة، بحسب ما قاله أبو نشأت، وبطبيعة الحال تبقى الفراء المصنعة طبيعيا أميز وأفضل بكثير عن الفراء المصنعة من الجلد الصناعي.

يذكر أن الفروة السورية كانت تصدر لدول الخليج والعراق ايضا والاسواق السورية لكن بسبب ظروف الحرب تكاد تكون قد توقفت.

كثيرا ما يتم التندر عن الفروة، حيث يعتبر الكثيرين أن النار فاكهة الشتاء، لكن في أرياف دير الزور تعتبر الفروة ذات الوزن الثقيل فاكهة الشتاء وبجدارة.