لكل السوريين

لتلافي هزيمة جديدة.. إردوغان يستهدف ضم أحزاب أخرى لـ “تحالف الشعب” ومنعها من “تحالف الأمة”

يسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لضم أحزاب جديدة لتحالفه المسمى “تحالف الشعب” والذي تشكل مع حزب الحركة القومية الذي يرأسه بهشلي، وذلك في محاولة يائسة لتلافي هزيمة في الانتخابات المقررة في 2023 أمام حزب الشعب الجمهوري، أحد أكبر الأحزاب في تركيا.

كما ويهدف أردوغان لمنع تلك الأحزاب التي يستهدفها من الانضمام لتحالف الأمة، الذي بات يضاهي حلف الشعب من حيث التعداد، ناهيك عن أن تحالف أردوغان فقد أكثر من 8 في المائة، وحزبه لوحده فقد 5 بالمئة، حسب استطلاعات رأي.

وقالت وسائل إعلام مقربة من الحكومة، إن إردوغان وبهشلي ناقشا خلال لقائهما الأخير كيفية توسيع نطاق التحالف، إلى جانب التعديلات التي ستطرأ على قانوني الانتخابات والأحزاب في البلاد.

وأشار إردوغان إلى أن لقاءه قبل أيام برئيس الحزب الديمقراطي كان للهدف ذاته، مؤكداً أن زياراته ولقاءاته مع قادة الأحزاب ستستمر في الأيام القادمة لهذا الغرض، وأن حكومته بحاجة لمساندة الجميع في كفاحها ضد التنظيمات الإرهابية.

وكان لقاء إردوغان مع بهشلي، قد أثار تساؤلات كثيرة عما دار فيه، لا سيما أنه جاء بعد يوم واحد فقط من تصريحات أدلى بها رئيس أركان الجيش التركي الأسبق إلكر باشبوغ، لصحيفة «جمهوريت»، قال فيها إنه «لو كان عدنان مندريس أعلن إجراء انتخابات مبكرة ما كان الانقلاب العسكري في 27 مايو (أيار) 1960 قد وقع في تركيا، لأنه ما كان بالإمكان القيام بانقلاب على حكومة أعلنت عن انتخابات مبكرة».

وأكد الكاتب في صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة، عبد القادر سيلفي، أن اللقاء ربما تطرق إلى تصريح إلكر باشبوغ، الذي هاجمته الصحف الموالية لإردوغان وعدت تصريحه تلويحاً بـ«الانقلاب».

من جانبه، ورداً على تصريح إردوغان عن لقائه عضو المجلس الاستشاري الأعلى لحزب «السعادة»، قال المتحدث باسم الحزب، بيرول آيدن، إن حزبه ما زال يؤيد «تحالف الأمة» المعارض، وإن إردوغان يبحث عن السبل الكفيلة لبقائه في السلطة، ويمكن لحزب «السعادة» أن ينضم إلى «تحالف الشعب» في حالة واحدة وهي أن تبدأ حكومة إردوغان حل مشكلات البلاد بشكل جدي.

ويتمسك رئيس حزب «السعادة» تمال كارا مولا أوغلو، بمواصلة حزبه الطريق مع «تحالف الأمة» المعارض، وسط حديث عن انقسام داخل الحزب حول مسألة البقاء مع «تحالف الأمة»، الذي تتعارض آيديولوجية أنصاره مع تطلعات التحالف الذي يقوده حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، وأهدافه.

كما يدور في أروقة السياسة في أنقرة أن ميرال أكشينار قد تنفصل بحزبها «الجيد» عن «تحالف الأمة» إذا استمر حزب «الشعب الجمهوري» في التنسيق مع حزب «الشعوب الديمقراطية»، لتنضم إلى تحالف جديد يُحتمل أن يتشكل من حزبها مع حزبي «المستقبل» برئاسة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو، و«الديمقراطية والتقدم» برئاسة نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، وأن حزب «السعادة» قد ينضم إلى هذا التحالف حال الاتفاق على تشكيله.

وتحدثت مصادر في «العدالة والتنمية» عن إطلاق إردوغان خطة جديدة، في محاولة استعادة شعبية حزبه، تقوم على منع خطاب الإقصاء، لوقف نزف التصدعات في حزبه، التي كانت أكبر نتائجها خطراً عليه انشقاق كل من داوود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، الذي أسس في مارس (آذار) الماضي حزب «الديمقراطية والتقدم»، والذي بات بمثابة أكبر خطر على «العدالة والتنمية»، لأنه اجتذب غالبية مَن انشقوا عن الحزب. كما أن خطورته لا تزال قائمة، بسبب وجود كتلة من نواب حزب إردوغان تصل إلى 40 نائباً بالبرلمان، كشفوا عن نياتهم الانضمام إلى الحزب.

وتوقع رئيس حزب «المستقبل»، أحمد داوود أوغلو، إقدام إردوغان على إجراء تعديلات على قانون الأحزاب السياسية لضمان بقاء حزبه في الحكم، بعدما كشفت استطلاعات الرأي عن تراجع شعبيته. ولفت دوواد أوغلو إلى أن 23 حزباً انخرط في الحياة السياسية التركية خلال عام واحد، ما يجعل من المستحيل احتفاظ إردوغان وحزبه بالأغلبية.