لكل السوريين

بسبب الفيتو الروسي.. ما يقارب مليون نازح في شمال وشرق سوريا محرومون من المساعدات

تعيش المخيمات التي تحتوي نازحين في شمال شرق سوريا واقعا مأساويا للغاية، حيث تسبب الفيتو الروسي الذي نجم عنه إغلاق معبر تل كوجر الحدودي مع كردستان العراق بحدوث أزمة إنسانية في تلك المخيمات، والتي تضم ما يقارب مليون نازح.

ولا تزال الأمم المتحدة تتعامل بملف المساعدات الإنسانية عبر الحكومة السورية، التي تستفاد بشكل كبير من المساعدات، حيث أنها إما أن تبيعها في الأسواق أو توزعها على مواليها فقط.

وأدت الحرب التي تدور في سوريا منذ عقد من الزمان إلى حدوث حالات نزوح كبيرة داخل البلاد، وتعد منطقة شمال وشرق سوريا أكثر المناطق السورية اكتظاظا بالنازحين، حيث أدت العمليات العسكرية التركية إلى تهجير مئات الآلاف من السوريين.

كما وأن عددا كبيرا من الوافدين إلى مناطق الإدارة الذاتية قدموا من مناطق الحكومة، وبحسب العديد منهم فإن السبب هو الوضع الأمني المستقر هنا على عكس نظيره في مناطق حكومة دمشق، كما وأن الوضع الاقتصادي أقل وطأة، وفرص العمل أوفر.

وتحتضن مخيمات شمال وشرق سوريا نازحين من ريف حلب، حمص، ريف دمشق، ديرالزور، وإدلب وغيرها من المناطق، ناهيك عن اللاجئين العراقيين، وعائلات مرتزقة داعش.

وبحسب مدير مكتب المنظمات، وشؤون النازحين واللاجئين، شيخموس أحمد، فإن عدد النازحين الموجودين في مناطق شمال وشرق سوريا يبلغ مليون و25 ألف نازح.

ومن هؤلاء يعيش ما يقارب 900 ألف نازح في منازل في القرى والمدن إلى جانب المدارس، و125 ألف نازح موجودون في المخيمات.

وأفاد شيخموس أحمد، إن إجمالي عدد المخيمات في مناطق شمال وشرق سوريا يبلغ 15 مخيماً. ومن هذه المخيمات، 6 مخيمات في إقليم الجزيرة، تحتضن أكبر عدد من النازحين واللاجئين، وهي مخيمات “الهول، العريشة، روج، نوروز، سريه كانيه، وواشو كاني”.

وفي مقاطعة الشهباء، توجد 5 مخيمات، هي “برخدان، سردم، العودة، عفرين والشهبا”. وهناك مخيم لمهجّري تل أبيض، افتُتح بعد احتلال تركيا للمدينة، وذلك في بلدة تل السمن شمال مدينة الرقة.

كما تم افتتاح مخيم “محمودلي” في مدينة الطبقة، ومخيمين في مدينة منبج، مخصصين للنازحين الفارين من ريف حلب وإدلب.

وأشار شيخموس أحمد، إلى أن هناك المئات من المخيمات العشوائية المنتشرة في القرى والبراري في كل من “منبج، الرقة، الطبقة وريف دير الزور”.

وأدى الهجوم التركي في أكتوبر العام الماضي إلى خروج عدد كبير من المنظمات من شمال وشرق سوريا، في وقت كان فيه المهجرين والفارين بحاجة ماسة للمساعدات.

وبحسب إحصائيات مكتب المنظمات وشؤون النازحين واللاجئين، كان عدد المنظمات العاملة في المنطقة قبل الهجمات يصل إلى حوالي 34 منظمة محلية وعالمية.

وفي هذا السياق قال شيخموس أحمد، إنه قبل هجمات الاحتلال التركي على المنطقة كان هناك دعم، ومساعدات معينة من الأمم المتحدة، ولكن منذ عام 2018 مع بدء الهجمات على مدينة عفرين، وحتى الآن، جرت تغييرات عدة، فالمنظمات التابعة للأمم المتحدة التي كانت تقدم الدعم خرجت عن المنطقة.

وتطرق أحمد، إلى استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن في يناير من العام الجاري، حول معابر إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، والذي تم بموجبه إغلاق معبر تل كوجر/اليعربية، والذي كان يعتبر المعبر الوحيد لإيصال المساعدات إلى سكان شمال وشرق سوريا والنازحين إليها.

وأكد أحمد، أن الفيتو الروسي جاء لدعم سياسة حكومة دمشق، والاحتلال التركي للضغط على الإدارة الذاتية، منتقداً استخدام المعابر كورقة ضغط سياسية.

وبعد إغلاق معبر تل كوجر أمام المساعدات الأممية، أُجبرت المنظمات العالمية على التعاون مع حكومة دمشق، لإيصال المساعدات إلى السكان، وتعاملت هذه المنظمات مع الهلال الأحمر السوري.

ولكن حكومة دمشق، استغلت هذا الوضع، وبدأت عبر الهلال الأحمر السوري بوضع اليد على تلك المساعدات المرسلة إلى مناطق شمال وشرق سوريا، لتوزيعها على المتعاونين معها، وحرمان النازحين، ومَن هم بحاجتها منها.

وأكد شيخموس أحمد، أن الهلال الأحمر السوري، الذي كان يعمل في مخيم الهول، ساهم في تهريب عائلات داعش من المخيم مقابل المال، وهذا ما أجبر الإدارة الذاتية على إيقاف عملها في المخيم، نظراً للخطر الذي تسببت به مسألة تهريب الدواعش.