لكل السوريين

عمالة الأطفال.. الضامة الكبرى التي تواصل توسيع نطاقها في الرقة

السوري/ الرقة ـ تعد ظاهرة عمالة الأطفال من أكثر الآفات السلبية التي تفتك بأطفال المجتمع السوري، وانتشار هذه الظاهرة ما هو إلا دليل واضح على مدى تدهور الوضع المعيشي في سوريا ككل، وهذه الظاهرة غزت الرقة التي أيضا عانت ما عانته من ويلات الحروب والإرهاب.

أسباب كثيرة دفعت الأطفال للعمل في أعمال تعد شاقة عليهم قياسا بأعمارهم، وأبرز هذه الأسباب هو الوضع المعيشي المتردي وفقدان عديد الأسر لمعيليهم الشباب أو القادرين على العمل بأقسى الظروف.

ومؤخرا، ازدادت نسبة عمالة الأطفال في الرقة التي لا تعد بأفضل حال عن المدن الأخرى على امتداد الجغرافية السورية، حيث اضطر العديد من الأطفال لممارسة أعمال شاقة لإعالة أسرهم.

ويتضح للمتجول في أسواق الرقة أو أريافها مدى كثرة نسبة عمالة الأطفال في المدينة التي عصفت بها التنظيمات الإرهابية خرابا ودمارا ما أدى إلى تدني الوضع المعيشي فيها.

معامل، مخابز، محلات تصليح سيارات، باعة جوالون، أو حتى متسولون، هذه المهن التي لم يكن الطفل السوري مجبرا على ممارستها، لكن الضائقة المعيشية دفعته لذلك.

كاميرا صحيفتنا التقت بعدد من الأطفال بمقتبل العمر يعملون في عدة مهن مختلفة، ما يعكس التأثر الكبير الذي تعرض له الطفل من جراء الحروب، ومن هؤلاء الأطفال الطفل أنس صاحب الـ 11 عاما، والذي يعمل في صناعة الحلويات، وتبدو علامات التعب بارزة على جبينه.

يقول “العام قبل الماضي كنت في المدرسة، واضطررت لتركها لأعيل عائلتي، وأبي متوفي منذ 5 أعوام، واضطررت لترك المدرسة بعد تدهور وضع عائلتي المعيشي”.

ويضيف “كنت أرغب أن أتابع دراستي وأصبح مهندسا، ولكن الظروف القاسية حكمت علي بما تريد هي، ولم تدع لي مجالا أن أفكر حتى بمستقبلي، حيث أن والدتي المريضة وإخوتي الثلاث الصغار لا يجدون مصدر دخل آخر سوى عملي”.

ولا يختلف حال صدام صاحب الـ 14 عاما عن حال أنس، فهو بهذا السن ولا يجيد القراءة ولا الكتابة، ويقول “بالكاد أعرف كتابة اسمي، أمي علمتني على كتابته، ولكن لا أستطيع كتابة أو قراءة أي شيء”.

ويعمل صدام في محل إصلاح سيارات في حي الصناعة شرقي الرقة، وعن عمله يوضح “عملي صعب للغاية، الأجر الذي أتقاضاه في أحسن الأحوال 2500 ليرة، لكنه عمل شاق، بعض القطع الميكانيكية ثقيلة الوزن، ولا أستطيع حملها، ولكنني مجبر على ذلك”.

وتأثر أطفال الرقة بشكل خاص من جراء الحرب، فالفترة التي شهدت تواجد داعش في المنطقة أدت إلى انتشار كبير للجهل والفقر والتخلف، فالتنظيم وإرهابيوه كانوا يمنعون التعليم بأي شكل من الأشكال.

تقرير/ عبير العلي