لكل السوريين

صيادو اللاذقية: مصدر رزقنا الوحيد توقف في الأشهر الحرم

السوري/ اللاذقية ـ على الرغم من دخول التقنيات الحديثة على المعدات المستخدمة لمهنة الصيد؛ إلا أن أغلب الصيادين في الساحل السوري يتمسكون بالطريقة التقليدية القديمة في الصيد.

وقال صياد قديم اعتاد الذهاب إلى البحر كل يوم تقريباً وبعد أن كبر في السن بات يذهب كل أسبوع أو أسبوعين “عملت في الصيد منذ أن بلغت العاشرة، فوالدي كان صياداً وكذلك ابني وعلى الرغم من تقدمي في العمر ما زلت أمارس المهنة ولا أستطيع أن أفارق البحر وأتمنى أن أموت قربه”.

وعن الطرق المتبعة في الصيد على الساحل السوري؛ يقول صياد مخضرم رفض الإفصاح عن اسمه “يزدهر الصيد في فصل الربيع لأن الأسماك تتكاثر فيه ويستمر طوال فترة الصيف، ويقل الموسم في الشتاء نظراً لوجود العواصف البحرية ولكل نوع من الأسماك طريقة صيد معينة فهناك أسماك قوية وسريعة جداً وأخرى شرسة بأسنان حادة”.

وأضاف الصياد الذي اعتاد الصيد على سواحل اللاذقية عبر قوارب صغيرة “الصيد بالنسبة لنا يعد مصدر رزق وحيد، ولكن في كل فترة من السنة نضطر للتوقف عن الصيد فترة تصل لـ 3 أشهر حيث أن الأشهر الحرم تمنعنا، والمعضلة أننا في هذه الفترة لا نجد عملا نسد به رمقنا، والأوضاع المعيشية لم تدعنا ندخر أي شيء من صيدنا في الأشهر الأخرى”.

أبو جهاد، صياد من مدينة جبلة، بريف اللاذقية، لفت إلى أنه متمسك بطرق الصيد القديمة والتقليدية رغم انتشار بعض أساليب الصيد الحديث، مبررا ذلك بأن طرق الصيد الحديثة تقتل كل ما تطاله، وهذا يعد ظلما لكائنات حية أخرى تعيش في البحر.

أبو غالب، تاجر بمعدات الصيد، أشار إلى أن الحرفة ما زالت سائدة في الساحل السوري، ولها عشاقها الذين يحترفونها، مضيفا “أصبحت محلات بيع مثل هذه الأدوات منتشرة في كل مدن الساحل، وباتت تشكل مصدر رزق للكثيرين نظراً للطلب الملح عليها وبات ضرورياً مواكبة كل جديد على هذا الصعيد وتتنوع هذه المعدات حسب نوع السمك وحجمه وتشمل الأدوات الصنارات ذات القصبات والصنارات ذات البكرات وذات الخيوط”.

وتتوفر وسائل حديثة للصيد فهناك الصنارة الإلكترونية التي تستطيع قياس عمق الماء ودرجة حرارته إضافة إلى المسافة التي تفصل الصياد عن السمكة التي اصطادها لكنها غالية الثمن ونطلبها بناء على رغبة الزبون.

وأن هناك منافسة كبيرة بين المنتج المحلي والأجنبي الذي يغزو الأسواق لكن الثقة بالمنتج المحلي أكبر وأسعاره مقبولة.

وتقول الإحصاءات إن معدل استهلاك الفرد في سورية من السمك أقل من 2 كغ في العام ويعود سبب ذلك إلى انتشار ظاهرة الصيد الجائر وانخفاض إنتاج السمك كما أن قطاع الصيد في المياه العذبة يشكل 80 بالمئة من صيد الأسماك وذلك من مجمل الإنتاج البالغ 18 ألف طن سنوياً.

تقرير/ ا ـ ن