لكل السوريين

القدس المحتلة..محاولات غير مسبوقة لتقديم “قربان الفصح” في المسجد الأقصى

أغلق الجيش الإسرائيلي المعابر مع الأراضي الفلسطينية خلال عطلة عيد “الفصح اليهودي”،

وزعم أن الإغلاق إجراء وقائي في فترات التوتر التي تتداخل بين عيد الفصح وشهر رمضان.

وكان يهود متشددون قد قاموا بتحضيرات لاقتحام المسجد الأقصى وإقامة طقوس “عيد الفصح اليهودي” فيه، ألقيت خلالها محاضرات ونقاشات تمحورت حول “قربان الفصح وبناء الهيكل وقدوم المسيح المخلص، وضرورة البناء البشري للهيكل تمهيدا لقدومه، وأهمية الوجود اليهودي الكبير في المسجد الأقصى”.

وأكد حاخامات “المجمع اليهودي” أن وقت تقديم القربان في هذا المسجد قد حان.

وقال أحد حاخامات “المجمع اليهودي” خلال كلمة ألقاها في أحدى ساحات المسجد الأقصى “كل شيء جاهز لتقديم ذبيحة الفصح في جبل الهيكل في الوقت المحدد، هنا مكان المذبح وهناك خراف بلا عيوب وكهنة جاهزون وملابسهم جاهزة، ينقصنا فقط أن نخطو الخطوة الأولى”.

كما قال زعيم حركة “العودة إلى جبل الهيكل” رفائيل موريس إنه يسعى إلى “تحقيق ذروة العبادة اليهودية في أقدس الأماكن” معتبراً أن ذلك يمثل جوهر الصهيونية و”غايتها الأسمى”.

وقدّم طلباً رسمياً للشرطة الإسرائيلية للسماح لجماعته بتقديم “قربان الفصح” في المسجد الأقصى، وبعد أن رفض طلبه، تعهّد بالحضور إلى المسجد الأقصى في الوقت المحدد لتقديم قربان الفصح.

تحضيرات استثنائية

وصفت التحضيرات التي أجراها اليهود المتشددون هذا العام بـ”الاستثنائية”، قياساً بالسنوات الماضية التي تخللتها محاولات لتقديم القرابين في ساحات المسجد الأقصى.

فمنذ عدة سنوات، حاولت الجماعات المتطرفة، الاقتراب أكثر فأكثر من ساحات الأقصى لتنفيذ طقوس الذبح ونثر الدماء.

وفي عام 2015 أقيمت الطقوس بمستوطنة قريبة من رام الله، وفي الأعوام التالية أقيمت في جبل الزيتون وحارة المغاربة بالقدس.

وتم تقدم القربان العام الماضي بكنيس قريب من حائط البراق.

ويبدو أن هذا الاقتراب التدريجي المبرمج قد أثار حماسة الجماعات اليهودية المتطرفة، ودفعها إلى الاعتقاد بأن الوقت قد حان لتقديم القربان في ساحات المسجد الأقصى.

فنصبت “جماعات الهيكل” خيمتين في ساحة القصور الأموية، جنوب ساحة البراق، استعداداً لنثر رماد القرابين التي ستذبح في صحن قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.

دعوة للنفير العام

حذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة الوضع في الضفة الغربية، معتبرة أنه قابل للانفجار، وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية زعزعة الاستقرار.

وفي أعقاب إعلان جماعات استيطانية إسرائيلية اعتزامها “ذبح قرابين عيد الفصح” بالمسجد الأقصى، وحث أتباعها عبر منشورات على منصات التواصل الاجتماعي على القيام بذلك،

دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى النفير العام للتصدي لمحاولات الجماعات الإسرائيلية المتشددة لاقتحام المسجد الأقصى.

كما أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة حالة التعبئة الشعبية العامة، بالتزامن مع الدعوات الإسرائيلية لتنفيذ هذا المخطط.

ودعت إلى الاستنفار دفاعاً عن المسجد الأقصى، وأكدت أن غرفة العمليات المشتركة في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات، واتخاذ ما يلزم لحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته.

كما دعت الجماهير الفلسطينية إلى القيام بزحف كبير لحماية المسجد الأقصى.

وناشدت الأمةَ العربية والإسلامية وعلماءها وأحرار العالم، القيام بتحرك واسع ضد الاحتلال وسياساته.

رسائل تحذير

حذرت السلطة الفلسطينية من محاولات المستوطنين المتشددين اليهود اقتحام المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية لفرض أمر واقع حديد في إطار مخططات التهويد التي تستهدف المقدسات الإسلامية.

واعتبرت هذه المحاولات جزءاً من مخطط إسرائيلي لتقسيم الحرم القدسي الشريف بين المسلمين واليهود.

وقالت إن ذلك سيؤدي إلى “حرب دينية تحرق العالم بأسره”.

ودعت السلطة جميع الفلسطينيين والمسلمين إلى التأكيد على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى، وتوجيه رسالة واضحة للعالم مفادها أن الإضرار بالقدس والمسجد الأقصى سيعتبر اعتداء على عقيدة أكثر من مليار ونصف مسلم.

وبعد يومين من تحذير السلطة والمقاومة الفلسطينية إسرائيل من مغبة السماح للمستوطنين اليهود بذبح قرابين داخل المسجد الأقصى، نفى متحدث رسمي إسرائيلي صحة هذه الأنباء، وأشار إلى أن المحكمة لن تسمح للمستوطنين بتقديم القرابين داخل ساحات المسجد.

يذكر أن عيد الفصح اليهودي أكثر الأعياد تقديساً في الديانة اليهودية، حيث يرمز إلى خروج بني إسرائيل من مصر، وتقول روايتهم إنهم صنعوا خلال خروجهم، فطيراً بدون خميرة بأمر من الله وبمثابة شكر له على إنقاذهم من مصر.

ووفقاً للتعاليم التوراتية فإنهم يذبحون القربان عشية عيد الفصح وينثرون دماءه، تخليداً لرواية سفر الخروج التي تقول “إن الله أمر موسى أن يخبر بني إسرائيل أن يضعوا علامة دم حمل على أبوابهم حتى لا يدخلها ملك الموت ويقتل أبقارهم”.