لكل السوريين

“حاربتونا بلقمتنا”…مواطنو السويداء يحتجون، وجنودٌ.. يطالبون بنقلٍ آمن

السوري/السويداء- تجمع عشرات المواطنين رجالًا، ونساءً أمام مجلس مدينة السويداء في اعتصام سلمي احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية، وخاصة بعد الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية مؤخراً، وعلى استمرار حالة الفلتان الأمني السائدة، والحرائق المتكررة إلى جانب امتناع السلطات عن مواجهتها، أو إجراء تحقيق محايد لكشف، ومعاقبة المسؤولين عنها.

حيث جاء الاعتصام تلبية لدعوة أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “حاربتونا بلقمتنا، انتو اخترتو طلعتنا” لمطالبة الدولة الالتزام بمسؤولياتها في التخفيف من معاناة المواطنين في ظل الأوضاع الاقتصادية، والأمنية المزرية.

وخلال الاعتصام حاول أحد الحضور ترديد شعار سياسي مناوئ  للسلطة فأسكته المعتصمون حتى لا تخرج هذه الوقفة الاحتجاجية عن هدفها المطلبي، وتتحول إلى ذريعة للأجهزة الأمنية للتصدي لها، وقمعها.

الاحتجاجات مستمرة

وقبل أيام كان قد اعتصم عشرات المدنيين أمام مجلس المدينة حمل شعارين هما: “حرقتونا”، و”بدنا نعيش بكرامة”، احتجاجاً على أعمال الحرق المفتعلة التي طالت آلاف الدونمات من المحاصيل الزراعية مؤخراً، ورفض المعتصمون التعامل مع الحرائق على أنها قضاء، وقدر.

وطالبوا بإجراء تحقيق شفاف، والوصول لمعرفة من له المصلحة بافتعال تلك الحرائق.

ومنذ بداية العام الحالي شهدت مدينة السويداء تجمعات شعبية، واعتصامات عديدة احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، والارتفاع الكبير في أسعار السلع، والخدمات النّاتج بشكل رئيسي عن الانخفاض المتسارع لقيمة الليرة السوريّة أمام الدولار الأمريكي، وهو ما أفقدها الكثير من قيمتها الشرائية، بالإضافة إلى جشع المحتكرين، والسماسرة، ومعظم التجار.

وكانت حملة “بدنا نعيش” من أبرز هذه التحركات، حيث خرج مواطنون من مختلف الشرائح الفكرية، والاجتماعية للتنديد بالأوضاع الاقتصادية، والأمنية فسارت الجموع في شوارع المدينة الرئيسية، ثم اعتصموا أمام مبنى دار الحكومة حاملين لافتات تندد بما وصلت إليه أوضاعهم، مثل “خيرات بلادي لولادي”، و”ربط الأجور بالأسعار”، كما رددوا هتافات تندد بالفساد، والأسعار الكاوية، وجشع تجار الأزمات، واستمرت هذه الحملة تسعة أيام وسط تفاعل شعبي ملفت لاقته من قبل أهالي السويداء.

كما شهدت مدينة شهبا احتجاجات شعبية مماثلة نددت بالظروف الاقتصادية، والأمنية السيئة، واحتشد العشرات في سوق المدينة الرئيسي، وهتفوا «بدنا نعيش»، كما طالبوا بتحسين الظروف المعيشية.

والجنود يحتجون أيضاً 

نفذ عشرات من أبناء محافظة السويداء المجندين في الجيش، والذين يخدمون في محافظة درعا وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة مطالبين بتوفير النقل الآمن لهم من، وإلى درعا، أو نقلهم إلى مكان أخر بعد أن تزايدت حوادث استهدافهم خلال التحاقهم بعملهم، أو عودتهم منه.

وقد أمضى المجندون في وقفتهم حوالي نصف ساعة ثم التقوا مسؤولين بالمحافظة، وتحدثوا عن معاناتهم من خطورة التنقل إلى محافظة درعا في ظل الوضع الأمني المتدهور، وطلبوا ايصال صوتهم إلى الجهات المعنية.

وحسب أحد المجندين الذين شاركوا في الوقفة، والحوار فقد طلب منهم مسؤولو المحافظة العودة إلى أماكن خدمتهم، ووعدوهم بمتابعة المشكلة مع الجهات المعنية.

وعقَّب أحد المشاركين بقوله: ’’كيف سنعود ونحن لا نأمن على حياتنا؟!,,

وكانت دار الزعامة التقليدية في المحافظة قد طالبت السلطات السورية بتوفير الحماية، والتنقل الآمن لأبناء محافظة السويداء الذين يؤدون الخدمة العسكرية في محافظة درعا، وحمّل المنشور الصادر عنها الدولة مسؤولية حمايتهم، وضمان التنقل الآمن لهم معتبراً ذلك من أقل حقوقهم على السلطة.

ويذكر أنَّ عمليات استهداف المجندين من أبناء السويداء قد تزايدت أثناء توجههم إلى أماكن خدمتهم في درعا، وكان آخرها اغتيال عنصرين منهم، حيث تم استهدافهما بإطلاق الرصاص عليهما بشكل مباشر من قبل مسلحين مجهولين في ريف درعا الشرقي، فأُرديا قتيلين فورًا.

تقرير/ لطفي توفيق