لكل السوريين

تحديد معايير للوطنية والإخلاص.. ماذا تريد سلطة دمشق من مؤتمر الحوار الوطني

أنهت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني جلساتها الحوارية في جميع المحافظات السورية، وأعلنت أن عدد المشاركين في المؤتمر سيتراوح بين 600 و800 شخصية سورية تمثل جميع المحافظات حسب المعلن، مع مراعاة الرمزية الاجتماعية للشخصيات التي سوف تحضر المؤتمر.

وحددت اللجنة “الوطنية والإخلاص” كأهم معيارين لتحديد الشخصيات الحاضرة في المؤتمر.

فماذا قصدت اللجنة بهذين المعياريين، والهوية الوطنية لسوريا قد اضمحلت خلال سنوات الثورة السورية، وبات من الصعب التمييز بين من هو وطني ومن هو غير ذلك، بناء على المواقف السياسية التي اتخذها.

وقد اختلف الكثيرون في مواقفهم التي اتخذوها خلال الزمن الطويل للثورة السورية، فمن السوريين من فضل البقاء ضمن مناطق سيطرة النظام السوري السابق وارتبطت آراؤه وعمله بهذا النظام، وهناك سوريين غادروا مناطق سيطرة النظام، وبدأ الطرفان بتبادل تهم التخوين والعمالة للأطراف الخارجية التي تحكمت في الشأن السوري طوال زمن الثورة.

أما المعيار الثاني وهو الإخلاص، فمن البديهي أن تطرح أسئلة منطقية حول المقصود منه، فالإخلاص لمن؟ من هو الذي يجب أن يخلص له المشاركون في المؤتمر ليتسنى لهم المشاركة فيه، والتعبير عن رؤيتهم لوضع أسس بناء سوريا الجديدة.

فإذا كان الإخلاص للوطن، فلا يزال توصيف الوطن والوطنية محط خلاف ونقاش كبير بين السوريين على اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية.

أما إذا كان الإخلاص لحكام سوريا الذين تسلموا السلطة بعد سقوط النظام السوري السابق، فإن السوريين أمام مخاض عسير وطويل لبناء دولتهم الجديدة التي تعتمد أسس المواطنة في العدالة والمساواة والحرية، وتحديد مفهوم الوطن والمواطن والوطنية.

أسئلة مشروعة موجهة إلى اللجنة التحضيرية، ومؤتمر الحوار الوطني.