لكل السوريين

في غياب دور الجهات الرسمية.. محاولات أهليه لمواجهة الغلاء

السوري/ السويداء ـ في ظل الارتفاع الجديد لأسعار الخضار والمواد التموينية الأساسية بشكل عير مسبوق بمحافظة السويداء، صار شراء أي نوع منها يشكل حلماً غير قابل للتحقيق لدى معظم الأسر فيها، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من البندورة حاجز الألف ليرة سورية، والبطاطا والبصل أقل قليلاً، والمواد التموينية الأساسية الأخرى صارت من الكماليات غير الضرورية.

أما الفواكه واللحوم بكل أنواعها، فهي ترف لا مبرر لمجرد التفكير به.

في ظل هذه الظروف القاسية تتكرر وتتنوع المبادرات الفردية والجماعية للتخفيف من حدة هذه الظروف على الأسر الأكثر فقراً.

كلنا أهل

ضمن نشاطات الحملة الخيرية “كلنا أهل”، وبالتعاون مع جمعية أبناء الجولان الخيرية، تم توزيع سلل غذائية في قرى الريف الشرقي لمحافظة السويداء.

بدأت الحملة من قرية “عوس” حيث تبرعت سيدة من قرية مجدل شمس في الجولان، بمجموعة من السلل الغذائية تم توزيعها على عدد من العائلات المحتاجة في القرية.

وكانت محطتها الثانية في قرية “تحولا” حيث وزعت السلل الغذائية على كافة أسرها، وقد تبرع بأسعار هذه السلل فاعل خير من قرية بقعاثا في الجولان، ولهذا المتبرع الذي يرفض ذكر اسمه باع طويل في الاعمال الخيرية في مجالات متعدة.

بدورهم تنازل بعض مالكي العمارات والمجمعات السكنية عن أجور شققهم الشهر الماضي في كل من حي الخريج والدبيسي والعمران وفي ضواحي المدينة.

خبز مجاني.. وخضار بسعر التكلفة

استمرت ظاهرة توزيع الخبز مجاناً، وتنوعت أساليبها، حيث يشتري البعض كميات كبيرة من الخبز من ماله الخاص، أو من التبرعات، ويضعها بسيارته ويقف في مكان عام ليوزعها على من يرغب من الناس، بينما يقوم آخرون بتوزيع الخبز على المحتاجين في بيوتهم، ويبادر غيرهم بتسديد ديون الفقراء للأفران الخاصة، ولمندوبي توزيع أفران الدولة.

وفي مبادرات مفيدة، في حال استمرارها، يقوم أهالي بعض القرى بافتتاح أسواق لبيع الخضار بسعر التكلفة، كان آخرها قيام أهالي قرية “نمرة” التابعة لمنطقة شهبا بافتتاح سوق بتمويل من أبناء القرية المغتربين، وتنفيذ شبابها المتواجدين، وبمشاركة سكانها.

يذكر أن هذه المبادرات قد تشكل إجراء إسعافياً في مكان ما، ولفترة محدودة، ولكنها لا تتمكن من علاج المشكلة في ظل عدم اكتراث الجهات المسؤولة بما وصل إليه المواطنون من حالة مزرية، وعدم قيامها بأي عمل جدي لضبط الأسعار رغم الضجيج الإعلامي بهذا الشأن.

تقرير/ لطفي توفيق