تقرير/ سلاف العلي
تهدف رياض الأطفال ما قبل المدرسة لتهيئتهم، ومساعدتهم على تحقيق الأهداف التربوية المختلفة، وتنمية قدراتهم في المجالات العقلية والجسمية والحركية والانفعالية والاجتماعية والخلقية.
كما تهدف إلى تنمية مهارات الأطفال اللغوية والحسابية والفنية من خلال النشاطات الفردية والجماعية، وتهيئة الطفل للحياة المدرسية النظامية في مرحلة التعليم الأساسي، وذلك عن طريق الانتقال التدريجي من جو الأسرة.
تضطر الكثير من الأسر خاصة وإن كانت الزوجة تعمل لإيداع أطفالهم في دور الحضانة لحين عودة الأم من عملها، وإن المواصفات والشروط الصحية والآمنة التي يجب أن مراعاتها فى دور الحضانة.
الموقع على ان المكان مناسبا وقريبا من العمران، وفى مكان هادئ بعيدا عن الضوضاء، وفى بيئة صحية يشيع فيها الهواء النقي وتنتشر فيها الخضرة. ومن ناحية المبنى ان يحصل على شهادة رسمية من جهات مختصة بصلاحية المبنى للإشغال، وأن يكون تصميم المبنى مناسبا للبيئة المحيطة، وأن تتوافر فى المبنى الشروط الصحية كالتهوية والإضاءة والإمداد بمياه الشرب النقية ودورات المياه والصرف الصحي، وان يشكل حماية الأطفال من أضرار الحرارة والرطوبة ومن خطر الإصابة أو التلوث، وأن تتناسب سعة المبنى مع العدد المخصص له من الأطفال، وأن تتوافر فى المبنى الأماكن اللازمة لمزاولة الأنشطة المختلفة للأطفال وتحقيق انطلاقهم، وأن يتحقق فى المبنى وسائل وضمانات الأمان للأطفال ضد مخاطر الوقود والطاقة والحريق والزلزال، وان تتوافر حديقة أو مكان مخصص لممارسة الأطفال اللعب بالألعاب الخارجية وفى حالة عدم توفر حديقة يجب نشر الخضرة بالمكان، وان يتم تخصيص حجرة أو أكثر للإدارة مزودة بالأثاث والأجهزة والأدوات المكتبية اللازمة كالمكاتب والكراسي والدواليب.
وتخصيص حجرات نوم للأطفال وراحتهم، ومكان مناسب لاستقبال الأسر وعقد اللقاءات معهم للاستماع إلى مقترحاتهم، وتخصيص مكان مناسب للكشف الطبي على الأطفال، وتوفير المرافق الصحية المناسبة لحاجة الأطفال، وتوفير مكان لتناول الوجبات الغذائية، ويجب أن تتوافر فى دار الحضانة وحدات أثاث تفي باحتياجات الأطفال، وتوفر أدوات النشاط.
ارتفعت رسوم التسجيل في الحضانات ومراكز رياض الأطفال الخاصة باللاذقية، مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وتتراوح الأقساط الشهرية في المراكز الخاصة بين 600 ألف ليرة سورية و900 ألف ليرة، فيما يتراوح قسط التسجيل الأول إلى ما بين مليون و600 ألف الى مليونين ليرة سورية للطفل الواحد، شاملة النقل والتدفئة والقرطاسية، بينما تبلغ الرسوم الشهرية في إحدى رياض الأطفال الحكومية التابعة للنقابة 250 ألف ليرة سورية، شاملة النقل، مع تقديم خصومات لأبناء المعلمين، وعلى الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار، يفضل العديد من الأهالي تسجيل أطفالهم في المراكز الخاصة.
ومع التدهور المتواصل للظروف الاقتصادية في سوريا، عزفت عائلات عديدة عن تسجيل أطفالها في رياض الأطفال، كونها باتت تعتبر من الكماليات أمام التحديات المعيشية اليومية التي يعاني منها معظم السكان، الذين يكافحون لتأمين مستلزمات الحياة الرئيسية.
السيدة ام ملهم قالت: تفاجأت بارتفاع الأجر السنوي لروضات الأطفال في اللاذقية، إذ ارتفعت رسوم التسجيل بنسبة تزيد على 150%، مقارنة بالعام الماضي، إن قسط الروضة السنوي ارتفع هذا العام من 1.5 مليون ليرة سورية مع أجور النقل إلى 4.3 مليون ليرة، لديها طفلان، بنت وذكر، سيدخلان المدرسة العامين القادمين بالتتالي، ولا بد من تأهيلهما هذا العام ضمن الروضة، لكن السيدة ام ملهم أعلنت استسلامها بعد أن سألت ثلاث روضات قرب منطقة سكنها بحي الزراعة، التي تعتبر أحد الأحياء المتوسطة، وأقرب ما تكون لنمط حياة الأحياء المتواضعة، فقد تراوحت أسعار القسط السنوي للروضات الثلاث، وللطفل الواحد، بين مليون3مليون و600الف ليرة و بين 4مليون و699 الف ليرة متضمنة أجور النقل، وهذا ما يضطرها الى تعليم طفليها وتدريسهما وتعليمهما مبادئ الكتابة في المنزل.
السيد مقداد، وهو يسكن حي المكاتب قال: إنه عاجز عن تسجيل طفليه في روضة أطفال، إذ يعمل في مؤسسة حكومية داخل مدينة اللاذقية، إضافة إلى عمله محاسباً في أحد المقاهي مساء، ليتكمن من إعالة أسرته المؤلفة من زوجة وطفلين بعمر الروضة، وأضاف أن الإنسان لا يستطيع أن يشتري طعامه، ولدي عملين: عمل في القطاع الحكومي وعمل في القطاع الخاص، واقبض راتبين لا يكفيان العائلة حتى طعامها بظل موجة الغلاء الحالية، فإما أن أطعم أطفالي وإما أرسلهم إلى الروضة.
نمط حياتنا وعملنا يفرض علينا وضع طفلتينا في روضة خلال وجودنا في العمل، لكن لم نفلح بإيجاد تلك الروضة، إحدى روضات الأطفال التي لا تبعد عن منزلنا أكثر من 500 متر، وتلقينا عرضا للتسجيل ولطفل واحد بمبلغ 3 ملايين ليرة دون أجرة النقل، وأن أجور النقل لن تقل عن 1.5 مليون سنويا، إذ يطلب السائق مليوني ليرة، وأضافت ان راتبها وراتب زوجها لا يغطيان قسط روضة لطفل واحد، ورغم أن رياض الأطفال موجودة وإعلاناتها تملأ الشوارع، وبإمكان أي شخص الحصول على جميع المعلومات عن قيمة القسط، فإن وزارة التربية لا تحرك ساكنا لمخالفتها، كونها ترفع القسط لأكثر من عشرة أضعاف تسعيرة وزارة التربية، وهو ما يؤكد وجود حالة من التساهل مع أصحاب رياض الأطفال.
ارتفاع أقساط التسجيل في المدارس وروضات الاطفال الخاصة بتعليم الأطفال، ووصولها إلى أرقام خيالية بالنسبة للموظف السوري، أقساط الروضات ارتفعت بشكل كبير هذا العام، ما دفع عددا من العائلات للامتناع عن تسجيل أطفالهم، ذوي الأعمار من ثلاث إلى خمس سنوات، والاقتصار على تعليمهم في المنزل، والأسعار اختلفت بحسب مكان الروضة ومساحتها والمقاعد المتوفرة فيها ووسائل النقل، إضافة إلى وسائل الترفيه والخدمات التي تقدمها للأطفال.
أن افتتاح الروضات أصبح من أجل جني المال فقط، ويعود ارتفاع الأسعار لأسباب من قبيل ارتفاع أسعار المحروقات ومستلزمات الدراسة وغيرها، وارتفاع أجور النقل، وتتعاقد كل روضة مع أكثر من حافلة نقل مخصصة لتوصيل الأطفال من وإلى منازلهم، ما يجعل من ارتفاع أجور النقل، الناتج عن ارتفاع أسعار المازوت، سببا لرفع الأقساط، ولا تخضع الروضات أو المدارس أو المؤسسات التعليمية الخاصة لرقابة واضحة من قبل مديرية تربية اللاذقية، فيما يخص تحديد الأقساط المالية، إذ تترك ذلك للتعاقد بين المستفيد وإدارة الروضات، ما يجعل قيمة القسط تختلف بين روضة وأخرى، وإن تحديد الأقساط أمر اختياري يعود للعلاقة بين إدارة المدرسة أو الروضة وولي أمر الطالب، وعلى المنشأة التعليمية إخطار مديرية التربية بها على ألا يطرأ أي تعديل عليها خلال العام.