اللاذقية/ سلاف العلي
سجلت أسعار الفروج والبيض ارتفاعا كبيرا في أسواق محافظة اللاذقية، خلال الأيام القليلة الماضية من شهر اب 2024، حيث تجاوز فيها سعر طبق البيض 70 ألف ليرة سورية، ووصل سعر البيضة الواحدة إلى حوالي2500 ليرة بالمفرق، فيما تخطى الفروج المذبوح عتبة80 ألف ليرة لكيلو، وسجل سعر كيلو شرحات الفروج بين 110 ألف ليرة وارتفع كيلو الفخذ إلى حوالي 70 ألف ليرة سورية، وأن سبب الغلاء يعود إلى ارتفاع تكاليف الانتاج وثمن الأعلاف والوقود بالإضافة لارتفاع درجات الحرارة ونفوق أعداد كبيرة من الفروج أدى إلى عزوف الكثير من مربي الدواجن عن متابعة العمل، حيث وصلت تكلفة البيضة الواحدة إلى حوالي 1800 ليرة، وأن عدم وجود سياسة محددة للإنتاج والتسويق إضافة للعوامل السابقة أدى إلى ارتفاع سعر المادة سواء البيض والفروج، ومن الصعب السيطرة على السوق وضبطه بشكل دقيق في الوقت الحالي.
السيدة خديجة وهي مهندسة مدنية باللاذقية قالت: أن المواطن السوري استغنى عن شراء اللحوم والفروج والبيض وغيرها من المنتجات الحيوانية نتيجة ارتفاع أسعارها، وبات يعتبرها من الكماليات، بعد اتخاذهم سياسة التقشف ووضع البيض في قائمة الكماليات المنسية للاستعاضة عنه بمواد غذائية أقل سعرا، تتكدس أطباق البيض أمام المحال التجارية في شوارع اللاذقية، بسبب تسجيل زيادة في الإنتاج، بعد أيام من وصول سعر الطبق إلى قرابة 70ألف ليرة سورية.
ان ارتفاع الحرارة ضرب قطاع الدواجن وأدى الى نفوق عشرات الآلاف منها في اللاذقية وريفها، وان أسعار بيض المائدة قفزت في السوق المحلية بالآونة الأخيرة الى70 الف ليرة، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول سبب الارتفاع المفاجئ لأسعار هذه المادة، الذي أبقى العديد من الأسر عاجزة تماما عن شرائها إلا عند الضرورة، ليكون الحد الأقصى للشراء 5 بيضات لا أكثر، واللافت هو تباين أسعار المادة بين محل وآخر، لعدم التزام الباعة بالتسعيرة التموينية البالغة 55 ألف ليرة، وأن الطلب المتزايد على شراء مادة البيض في الآونة الأخيرة المترافق بقلة عرضها، بسبب خروج عدد من المداجن من دائرة الإنتاج، أديا إلى معاودة ارتفاع أسعارها في السوق المحلية، إضافة لارتفاع أسعار المادة العلفية وعدم توافرها بالشكل الأمثل لدى مؤسسة الأعلاف، وإن وجدت إلا أن توزيعها يبقى محكوما بنظام الدورات العلفية، فمثلا سعر مادة علف الصويا فاق سعر مبيع الطن 17 مليون ليرة، والذرة 8 ملايين ليرة، بينما وصل سعر مادة النخالة إلى نحو 4 مليون ليرة ناهيك عن ارتفاع الأدوية البيطرية، والأهم عدم توافر مادة المازوت اللازمة للمداجن ما يدفع المربين لشرائها من السوق السوداء بسعر 20 الى 25 ألف ليرة لليتر الواحد، وبدأت أزمة نفوق الدجاج في شهر تموز الفائت مع موجة الحر التي ضربت المنطقة، ما تسبب بانخفاض إنتاج المداجن، وعزوف مربي الدجاج البياض بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، وأوضح السيد توفيق طبيب الجراحة العظمية : أن البيض عنصر غذائي أساسي ومهم في الصحة العامة وينصح الأهالي دوما بتأمين البيض والحليب كوجبات دورية لأبنائهم وذلك لتحسين نوعية الحياة الخاصة بهم وتقليل الكسور والأمراض المرتبطة بالعمر، فالتركيب الغذائي الفريد للبيض، يحتوي عناصر غذائية حيوية مثل فيتامين د والزنك والبروتين التي لها دور مهم في دعم كثافة العظام وتقليل من إصابات العظام، ويقدم البيض مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية التي يمكن أن تدعم صحة الهيكل العظمي ، لأن الانخفاض الطبيعي في كثافة كتلة العظام يحدث مع تقدم العمر، ولذلك يعد الحفاظ على كثافة العظام أمرا بالغ الأهمية لتقليل خطر الإصابة بالكسور وتحسين الحركة العامة.
وهنالك عائلات كثيرة لم تشترِ البيض لإفطار أطفالها منذ أكثر من سبعة أشهر، بعد أن اعتادت إفطارهم في السابق وجبة صحية، وقالت نورا من قرية المزيرعة، وهي ام لثلاثة أولاد: إنها في حال أرادت سلق بيضة لكل منهم يوميا فإنها تحتاج إلى ما يقارب من 200ألف ليرة، ما يعادل نصف راتبها الجديد بعد الزيادة الأخيرة، وأضافت أن : الفطور كغيره من الوجبات بات يقتصر على مادة أو اثنتين على الأكثر، فلا طاقة لنا ، هي وزوجها موظفان، أن نستغني عن هذه المبالغ شهريا لشراء البيض لأطفالنا، ليضاف إلى قائمة المحذوفات من غذائهم البروتيني.
وعن أسباب غلاء البيض، ذكر تقرير صادر عن منشأة الدواجن في اللاذقية أنها مرتبطة بارتفاع تكاليف الإنتاج بما في ذلك العلف والمحروقات، وأوضح التقرير أن مشكلات الإنتاج متعددة وعلى رأسها ارتفاع أسعار المواد العلفية الداخلة في تركيب العلف الجاهز، ومنها الذرة الصفراء التي ارتفعت بنسبة 10 بالمئة، وكسبة الصويا التي ارتفعت 12 بالمئة خلال الفترة الماضية، وأضاف أن الاستهلاك الكبير للمحروقات يؤدي أيضا لرفع كلفة وحدة المنتج، رغم انه يتم تشغيل المولدات يوميا بنحو 22 ساعة، وبالتالي تزيد تكاليف المحروقات من جهة وصيانة المولدات من جهة ثانية، ولفت إلى أن التجهيزات والمعدات في المنشأة أصبحت قديمة جدا وتجاوز عمرها الإنتاجي 40 عاما، ومنها قديم ومتهالك ويؤثر على الإنتاج بالمنشأة.
السيد أبو سمير من قرى القرداحة من ريف اللاذقية، فقد أفاد بأنه فوجئ بوصول سعر الطبق إلى 70 ألف ليرة، فاضطر لشراء نصف طبق بـ 35 ألفا من أجل أبنائه فقط، معتبرا أن البيـض أصبح مثل بقية مواد الإفطار، فقد لحق باللبنة والجبنة والزعتر بارتفاع اسعارهم.
السيدة أم نايف من ريف اللاذقية في البهلولية، فقد قررت الاستغناء عن مادة البيض كليا واستبدلته بالخبز واللبن، نظراً لوجود مواد أهم منه لا تستطيع الاستغناء عنها في منزلها، مؤكدة أن طعامها صار يعتمد على الخضراوات فقط، ولا وجود للحوم والبيض والحليب فيه.