تقرير/ سلاف العلي
يقوم جوهر نشاط المساحات الآمنة التي تقدم على أرض محافظة اللاذقية ونفذت بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الحكومية، على تنمية مواهب الشباب والأطفال في شتى القطاعات والأنشطة وصقلها، إلى دعم المشاريع الصغيرة التي تندرج ضمن برامج تأهيل وإعداد هذه الشرائح.
وأن المساحات الآمنة بالتعريف هي بيئة تتيح للفرد التعبير عن أفكاره وتنمية مواهبه وقدراته وإبرازها، خاصة بعد سنوات من الحرب وما ترتب عليها من آثار اقتصادية واجتماعية، وعلى مدى قصير أثبت المشروع نجاحا مميزا في تقديم الأنشطة الرياضية وتحقيق نتائج ملفتة للرياضيين والموهوبين المشاركين في الدورات.
وان فكرة المشروع لاقت استجابة قوية على المستوى الشعبي والاجتماعي، املا ان يكلل نجاح هذا المشروع هو عامل الحماس الموجود لدى المتطوعين الذين ساهموا في تكوين هذه النشاطات والتي شملت شرائح متعددة من الأطفال والشباب والرجال والسيدات بمختلف الأعمار، وهي تساعد على الفرص في تأمين مواهب وقدرات المشاركين في مختلف القطاعات الرياضية منها الثقافية والإبداعية ورعاية الطفولة، وستساعد في تحقيق حلم الكثيرين بالدخول لسوق العمل، وتوفير المناخ الملائم للشباب والأطفال لممارسة هواياتهم المتعددة، وشكلت الحديقة الأمنة للأطفال، بيئة خصبة لتنمية مواهبهم وصقلهم بالتدريبات والأنشطة الاجتماعية والثقافية، فلاقت هذه المساحة صدى إيجابيا من أهالي اللاذقية في احتضان أطفالهم ببيئة زاخرة بكل مقومات النجاح، وأن المشروع الإنساني يؤمن فرص عمل كمعلمين ومشرفين وعمال وينظر في الفترة المقبلة لتوسيع خدماته ليشمل دورات إبداعية وتعليمية للأطفال، وقد كان حصيلة للتعاون والتكامل مع المجتمع المحلي وجمعية براعم الطفولة، بما يعكس قوة المجتمع ومتانته ، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة الموجودة، لكن التكامل البناء والتعاون مع المجتمع الاهلي، قد عزز من ثقافة العمل التطوعي في إنجاح هذا المشروع.
وشكل بيئة حاضنة في مجال الدعم النفسي، للنساء المعنفات عبر تقديم سبل الرعاية والاهتمام والدعم النفسي والتأهيل المهني لهذه الشريحة بما يمنح أفرادها القدرة على مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي واتخاذ القرار والمضي قدما، وهو الأمر الذي غير حياة الكثيرات، وكان فيه قصص نجاح حقيقية للعديد من الحالات للنساء من بينهم فتيات في محاولة لمساعدة النساء المعنفات ودعمهن نفسيا وتمكينهن مهنيا، وأكدت ممثلة جمعية تنظيم الأسرة وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة، قائلة: تنظم دوما حملات لمنع العنف ضد النساء والفتيات، كما هي الفعاليات المشاركة لعرض المنتجات والأعمال اليدوية المميزة المحاكة بكل ود وإتقان من أيادي المستفيدات في مراكز دعم وتمكين المرأة المختلفة بالمساحات الآمنة، وتم إقامة مختلف الدورات المهنية المجانية لتمكين المرأة اقتصاديا في مجال الخياطة والإسعاف الأولي والمكياج وغيره على مدار العام.
السيدة اميرة قالت: إنها استفادت من هذه المساحة وتجاوزت الكثير من العوائق، حيث إن زوجها تركها منذ 7 سنوات مع طفلين من دون أي تواصل أو مساعدة، فبحثت عن عمل أو مكان تتعلم فيه حرفة تساعدها على تلبية متطلبات الحياة فوجدت والتحقت بدورة حاسوب وتقدمت بعدها إلى وظيفة، وقبلت بها حيث بدأت العمل منذ 5 شهور، وهذا ما أنقذتني وغير حياتي ونظمت وقتي وكان سببا في توفير عمل أعيل به ولدي ويحول دون حاجتي للآخرين.
اما السيدة رغدة والتي عانت من العنف الأسري القائم على النوع الاجتماعي، فوجدت لدى التحاقها بالمركز المذكور كل الدعم النفسي والتشجيع كي تتمكن من اتخاذ قراراتها بنفسها، والمضي قدما في حياتها حيث طورت إمكاناتها عبر التحاقها بدورة للغة الإنكليزية وهو ما عزز ثقتها بنفسها وقدراتها.
هناك مساحات آمنة يتم توفيرها لخدمة البيئات في المحافظة منها الرياضي والإبداعي والترفيهي والاجتماعي، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح لتأمين الحدائق الترفيهية للأطفال التي تهدف إلى تنمية المهارات وبناء القدرات لدى هذه الشريحة العمرية، من خلال تدريب الكادر المشرف على الأطفال بشكل احترافي والخروج بأفضل النتائج، لقد تم تجهيز البنية التحتية للحديقة الآمنة لجعله بيئة آمنة للأطفال لممارسة مختلف الأنشطة صيفا وشتاء، كالتعليم والتدريب عن طريق اللعب واكتشاف مواهب الأطفال والاهتمام والتركيز على نقاط الضعف والقوة لديهم، وتمكينهم ذهنيا وعقليا وجسديا بطرائق تربية جاذبة للأطفال كالألعاب والموسيقا والفنون والرياضة، مما شكل البيئة الخصبة لتدريب الأطفال والشباب وصقل مواهبهم مع تحسين الخدمات والوسائل الترفيهية وإيجاد شرائح مجتمعية ناجحة على أرض الواقع بكافة الميادين.