لكل السوريين

اللاذقية.. فوضى السكن الجامعي تستمر والإيجارات الحل الوحيد

تقرير/ سلاف العلي

الحصول على غرفة في السكن الجامعي يحتاج الى العديد من اللفات والدورات والوساطات، علاوة على أن السكن الجامعي له ميزات كبيرة من استمرار قطع المياه والكهرباء والازدحامات في كل غرفة والفوضى الكبير.

يلجأ العديد من الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على غرفة في السكن الجامعي، إلى الإيجارات كحل وحيد، خصوصا بعد ارتفاع أجور النقل بشكل كبير.

وبالتالي حتى الطلاب الذين يعيشون في ريف اللاذقية البعيد، باتوا بحاجة إلى سكن قرب الجامعة، بما يوفر عليهم أجور النقل المرهقة، كذلك يجنبهم المعاناة من أزمة النقل، واستغلال وقت انتظار السرافيس.

الآنسة ميادة من قرية بيت ياشوط بريف جبلة التي تدرس في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة تشرين، تحتاج يوميا لنحو 15ألف ليرة أجور مواصلات من قريتها للوصول إلى الجامعة، حيث تبدل 3باصات بالذهاب ومثلها بالعودة، حيث ان أجور النقل تضاعفت بعد قرار رفع المحروقات وإلغاء الدعم عنها في آب الماضي، ما شكل عقبة كبيرة أمام الموظفين وطلاب الجامعات، وبعد عناء وبحث طويلين وجدت ميادة غرفة في سكن مشترك بإيجار شهري 250 ألف ليرة، ورغم أنها تحتاج المشي لحوالي النصف ساعة حتى تصل إلى كليتها، واختارت الحصول على الغرفة نظرا لانخفاض إيجارها قياسا بباقي الخيارات ، وتدفع 125 ألف ليرة شهريا، في ظل معاناة في البداية للتأقلم مع زميلتها في الغرفة والتي تدفع نصف المبلغ معها.

عثر يزن، بعد عناء وتعب في السؤال عن منزل لإيجار الطلاب وهو طالب في السنة الرابعة من كلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين، على غرفة في سكن مشترك بحي الزراعة القريب من جامعة تشرين باللاذقية، ليتشارك معه أخيه الأصغر نبراس الذي يدرس في كلية الهندسة المعلوماتية سنة ثانية.

يزن القادم من ريف طرطوس، كان يستأجر العام الماضي منزلا مفروشا مع شقيقه في الزراعة، بمبلغ 250 ألف ليرة شهريا، رفعه صاحبه إلى 650 ألف ليرة هذا العام، ما جعل الشقيقان يتركانه ويبحثان عن مسكن جديد.

يؤكد السيد يزن: إن إيجار الغرفة في السكن المشترك 300 ألف ليرة شهريا، ويضيف أنه لم يستطع التأقلم حتى اليوم مع الطلاب الأخرين في المنزل الذي تتواجد به الغرفة، ففرعه الجامعي يتطلب منه دراسة وتركيزا كبيرين، وأوضح: للأسف لا أستطيع فرض قواعدي على باقي الطلاب في المنزل، الذين يصدرن أصواتا عالية ويرفعوا صوت الأغاني، ما يضطرني للطلب منهن بترجي مراعاة ظروفي، حيث تتم الاستجابة أحيانا، ويعبروا عن ضيقهم أحيانا أخرى.

لكننا نضيف انه حتى مبلغ الـ 300 ألف الذي يدفعه الشقيقان شهريا ليس بالأمر السهل، وهو يكلف عائلتهما الكثير من الأعباء، التي تضاف إلى قائمة طويلة من الاحتياجات، سواء الأكل أو التنقل ومصاريف المحاضرات، ما يضطر الشقيقان للتقشف ما أمكن.

ويعتبر حي الزراعة الشعبي المكان الأمثل لطلاب وطالبات الجامعة، فهو قريب منها، ولا يحتاج ساكنيه لاستخدام أي وسيلة نقل للوصول إلى الجامعة، وبالتالي عدم تكبد مصاريف إضافية.

دفع طلاب جامعة تشرين الثمن مضاعفا بعد ارتفاع إيجارات المنازل في اللاذقية لنحو 300 بالمئة حسب متابعتنا، عن مثيلاتها في العام الفائت، ذلك نتيجة زيادة الطلب على بعد تهدم الكثير من المنازل في زلزال 6 شباط.

بعض أصحاب المكاتب العقارية في منطقة الجامعة، أكدوا ارتفاع الإيجارات بشكل كبير قياسا بالعام الماضي، فإيجارات الغرف المفروشة تتراوح بين 500 إلى مليون ليرة سورية، بحسب بعدها عن الجامعة، مثلا، الغرفة التي يبلغ إيجارها الشهري مليون ليرة، تبعد أقل من 30 مترا عن سور السكن الجامعي، ينما تتراوح إيجارات المنازل المؤلفة من غرفتين وصالون بين 500 ألف ليرة للمنازل الفارغة من الأثاث، وتصل حتى مليون ليرة للمفروشة.

تتراوح إيجارات بعض الشقق المفروشة في الأماكن القريبة من الجامعة، بين مليون ونصف وحتى 3 ملايين ليرة شهريا، والشقق الخالية من الأثاث بين 800 وحتى مليوني ليرة، وإن الطلاب الذين يستأجرون هكذا شقق، إما أنهم من الميسورين جدا، أو الذين يمتلكون أقارب مغتربين، ويعتمدون على الحوالات الواردة إليهم، أو ممن يعملون ببعض المهن ذات المردود العالي، كالعمل مع شركات أجنبية عبر الإنترنت.

خسر ميشيل الذي يدرس في كلية الهندسة المدنية سكنه الجامعي لأنه لم يستطع الترفع إلى سنة جديدة العام الماضي، وبحسب القوانين الجامعية، فإن كل طالب يرسب في سنته الجامعية يخسر السكن بحال كان حاصلا عليه سابقا، وهو من محافظة طرطوس، نجح بالحصول على عمل بدخل ممتاز جدا مع إحدى شركات البرمجة والغرافيك خارج البلاد، لذا اختار أن يستأجر منزلا مع صديقه في حي الزراعة، إذ يدفع كل واحد منهما 750 ألف ليرة شهريا، وصديقه يعمل بأحد تطبيقات البث المباشر، ورغم الضوضاء التي يثيرها كون عمله يتطلب منه الكلام والتحدث دائما، إلا أن الوضع مقبول نظرا لوجود غرفة خاصة لكل منهما في المنزل، إضافة لصالون يقضيان فيه بعض الوقت أحيانا.

ويختار بعض الطلاب والطالبات الاستئجار في أماكن أخرى أبعد مثل حي الرمل الشمالي، أو الدعتور أو شارع الثورة، وتتراوح الإيجارات بتلك الأحياء بشكل متوسط بين 300 إلى مليون ونصف المليون ليرة، بحسب تجهيز المنزل وعدد الغرف فيه، لكن خيار السكن في إحدى تلك الأحياء يبقى قليلا لكون الوصول إلى الجامعة منها يحتاج استخدام باص نقل بأجر2000ليرة سورية ذهابا وإيابا.

تبقى خيارات القادمين إلى اللاذقية للدراسة في جامعة تشرين، صعبة بما يخص السكن، في ظل ازدياد الطلب على المنازل المستأجرة هذا العام، بسبب الزلزال وخسارة كثير من الناس لمنازلهم، أو بسبب ارتفاع أجور النقل، حيث ان كلفة الإيجار مشترك للطلاب اربح وأفضل.