لكل السوريين

سيطرة إسرائيل على معبر رفح.. تهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني مصر ترد وحماس تطالب بالضغط على إسرائيل

أثارت سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر، تساؤلات عديدة حول سرعة وسهولة إنجازها، وتداعياتها على اتفاقية السلام الموقعة القاهرة وتل أبيب، وعلى موقف واشنطن والمنظمات الدولية من هذه الخطوة الخطيرة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن سيطرة قوات خاصة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وقيامه بتمشيط المنطقة.

وبرّر المحلل السياسي الإسرائيلي، مردخاي كيدار هذه الخطوة بأن “إسرائيل تسعى لوقف إمدادات السلاح لحركة حماس”.

وزعم أن معظم تسليح حماس يأتي من مصر، وللقضاء على الحركة يجب وقف “إمداداها بالسلاح الذي يأتي من خلال الحدود المصرية عبر الأنفاق وفوقها”.

وأكد أن هذه السيطرة تعتبر ذات “أهمية استراتيجية لإسرائيل حتى تستطيع استكمال أهدافها من الحرب في قطاع غزة”.

ومن جانبه، شدد الخبير العسكري الإسرائيلي كوفي لافي، على أن “العملية البرية في رفح ضرورية لكسر القوة النظامية الباقية من حركة حماس”.

في حين يؤكد خبراء في القانون الدولي أن هذه السيطرة بمثابة “خرق لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية”.

مصر ترد

أدانت وزارة الخارجية المصرية العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، وندّدت بسيطرة القوات إسرائيلية على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

وقالت في بيان إن “هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين فى غزة”.

ودعت الوزارة الحكومة الإسرائيلية إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة”.

وطالبت جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.

وحذّر وفد أمني مصري نظراءه الإسرائيليين من عواقب اقتحام معبر رفح وطلب وقف هذا التحرك فوراً، حسب قناة القاهرة الإخبارية.

اتهامات متبادلة

قال المحلل السياسي الإسرائيلي مردخاي كيدار إن “آخر من يشتكي من السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح هو الجانب المصري”.

وحسب زعمه “لم يقم الجانب المصري بمنع وصول الأسلحة والذخائر للحركة، وهو ما دفع إسرائيل للقيام بذلك الدور والسيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر”.

كما زعم الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي كوفي لافي أن “العملية العسكرية في رفح والسيطرة جاءت بالتنسيق مع مصر”.

ونفى الخبير المصري طارق فهمي ذلك، وأكد أنه “لا يوجد تنسيق مصري إسرائيلي بشأن عملية السيطرة”.

واعتبر الحديث عن التهريب والأنفاق مجرد “مبررات واهية لا صحة لها من أجل السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح”.

وبدوره فنّد الخبير العسكري المصري سمير فرج، اتهام مصر بدعم حماس بالسلاح، وذكر أن مصر قامت بتدمير أكثر من ألفي نفق بين رفح الفلسطينية والمصرية، وأكد أنه لا يوجد تهريب بين الجانبين وأن السلطات المصرية “تسيطر على الحدود بشكل كلي”.

حماس تطالب بالضغط على إسرائيل

وصفت حركة حماس سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بأنه “تصعيد خطير”، وقالت إن الحكومة الإسرائيلية “تهدد حياة مئات آلاف المدنيين النازحين برفح وفي قطاع غزة بأكمله”.

واعتبرت دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح يشكل “تهديداً مباشراً لأكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني”.

وجاء في بيان أصدرته الحركة “شنت قوات الاحتلال عدواناً برياً على مدينة رفح، واحتلت معبر رفح، وأغلقت معبر كرم أبو سالم، المنفذ الوحيد إلى قطاع غزة”.

ودعت الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف تصعيدها في رفح.

وبدورها، حذرت وزارة الداخلية والأمن القومي في غزة من أن “إغلاق معبر رفح في ظل الظروف الكارثية بقطاع غزة، يفاقم الأزمة الإنسانية ويعزل القطاع بالكامل عن العالم الخارجي، ويمثل سياسة عقاب جماعي ضد أكثر من مليوني شخص”.

واعتبرت الوزارة في بيان صدر عنها، معبر رفح شريان الحياة الرئيسي للمواطنين في قطاع غزة، وأنه “لا يمثل أي تهديد للاحتلال الإسرائيلي”.

يذكر أن إسرائيل التزمت أمام الولايات المتحدة ومصر بتقييد عمليتها في رفح، مع التركيز فقط على الجانب الشرقي من المدينة، وتوكيل شركة أمنية أميركية خاصة بتسيير معبر رفح، حسب صحيفة هآرتس.

وبموجب هذه التفاهمات بين الدول الثلاث، ستتولى الشركة الأميركية مسؤولية تشغيل المنشأة عندما تكمل إسرائيل عمليتها المحدودة في منطقة المعبر الحدودي.