لكل السوريين

مع انتشارها وضرورتها.. معلمون يضغطون على الطلبة للجوء إلى الدروس الخصوصية

حمص/ بسام الحمد

اتجه غالبية طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، في المدارس الرسمية والخاصة بحمص، إلى الدروس الخصوصية مرتفعة الثمن، إما داخل منازلهم التي يأتيها المدرسون، وإما في منازل المدرسين أو في المعاهد الخاصة التي تواصل دوامها حتى الليل (خلافاً للقانون واشتراطات الترخيص).

وبدأت حالات تغيّب طلاب الشهادات من المدارس بالتزايد تدريجياً منذ انطلاقة الفصل الدراسي الثاني بتاريخ الـ21 من كانون الثاني الماضي، بذريعة التحضير لامتحانات آخر العام عبر الدروس الخصوصية، يشاركهم في ذلك فريق من الكادر الإداري والتدريسي الذي راح يحرّض من تبقى من الطلاب على الغياب أيضاً.

لكن بعض الطلاب ممن حاولوا الاستمرار في مدارسهم لعدم قدرتهم على دفع أجور الدروس الخصوصية، تعرضوا للاستهزاء من الكوادر في مدارسهم ومن بعض المدرسين ما دفعهم للتغيب أيضاً أسوة بزملائهم.

وتشير تقديرات إلى ارتفاع أجور الدروس الخصوصية التي باتت تشكل معاناة وأعباء مادية كبيرة يتكبدها أهالي الطلاب، وتقدر تكلفة تدريس طالبان من الشهادة الثانوية لدى مدرس خصوصي تبلغ 280 ألف ليرة سورية لأربع مواد علمية فقط.

وتبلغ تكلفة الدرس الخصوصي في مادة الفيزياء 45 ألف ليرة لكل ساعة، ولدرس الرياضيات 40 ألف ليرة، والكيمياء 35 ألفاً لكل ساعة مكثفة، وتكلفة درس اللغات سواء عربية أم أجنبية يتراوح بين 20 – 25 ألف ليرة للساعة الواحدة.

وانتشرت ظاهرة الدروس الخاصة خلال السنوات الماضية بشكل لافت وأخذت أشكالاً عدة من قبل الأسرة والمجتمع والمعنيين بها، باتت أمرا واقعا، ورغم أنها تشكل مصدر استنزاف مادي جديد لدخل الأسرة التي تعاني أساساً من ضعف الدخل، غير أن الأهالي يعتبرونها ضرورة ملحة لأبنائهم في ظل التراجع الكبير لأداء المدارس خلال الأعوام الأخيرة.

ومع قرب امتحانات الشهادات، أكد العديد من الأهالي الذين لديهم أبناء مقدمين على امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، أنهم أثناء تحضير أبنائهم لامتحانات الشهادتين يعيشون حالة من الاستنفار والسباق لتأمين متطلبات الدروس الخصوصية، والبحث عن أفضل خيار وما أكثرها من خيارات متاحة أمامهم سواء من خلال الواقع أو صفحات الترويج على وسائل التواصل.

وحول أجور الدورات في أحد أحياء حمص، فإن أقل معهد يتقاضى في الشهور العادية خلال العام الدراسي على المادة الواحدة 25 ألف وقد تصل إلى 40 ألفاً في الشهر، وأما في شهر المراجعة تصبح الحسابات مختلفة تحت عنوان دورات مكثفة لتصل أجور التسجيل لثلاث مواد إلى 230 ألف ليرة ولكلّ المواد 270 ألف في أحد المعاهد.