لكل السوريين

ارتفاع أسعار الأسمدة يفاقم معاناة مزارعين وسط سوريا

يرى عاملون في القطاع الزراعي أن توفّر مستلزمات الإنتاج وارتفاع أسعارها هما من أكبر المشكلات التي تواجه المزارعين في وسط سوريا، وتهدد بتراجع الإنتاج الزراعي، خاصة أن كثيراً من الفلاحين لم يعودوا قادرين على تأمين هذه المستلزمات.

وفاقم الارتفاع المستمر والكبير في أسعار السماد، من معاناة المزارعين الذين ما زالوا ينتظرون الحصول على مخصصات “الدعم” لشراء المادة من قبل “المصرف الزراعي” منذ عدة أشهر.

فقد ارتفعت أسعار مادة السماد بشكل جنوني “ولم يسبق له مثيل، حيث ارتفع سعر الكيس الواحد أضعافاً مضاعفة عن أسعار العام الماضي”، ما جعل المزارعين يمرون في أسوأ مراحلهم وهم “يتحدون الطبيعة سعياً منهم للاستمرار بعملهم الزراعي”، ويرون أن وزارة الزراعة وغيرها من الجهات الحكومية المعنية تصطف إلى جانب الكوارث الطبيعية بمواجهة مفتوحة مع المزارع السوري.

ويقول مزارعون من ريفي حماة وحمص إنهم ينتظرون منذ أربعة أشهر موافقة المصرف الزراعي للبدء بتوزيع مخصصات الأسمدة من الخدمة الشتوية، وتكلف كل مزارع عناء تنظيم إضبارة للحيازة الزراعية وتواقيع الوحدات الإرشادية والمخاتير ومديرية الزراعة وأعمال الكشف للجان المنوط بها التأكد من صحة المعلومات.

وتفاجأ المزارعون بالسعر المحدد من المصرف الزراعي بـ565 ألف ليرة سورية ثمن كيس سوبر فوسفات على حين سعر الكيس نفسه ومن الصناعة الوطنية نفسها بشركة للقطاع الخاص 320 ألفاً، وذلك سيشكّل فرصة للقطاع الخاص لتصريف مخزونه بسعر مرتفع.

ورغم ادعاءات اتحاد الفلاحين بالمطالبة لدعم المزارعين إلا أن دور الجهات الحكومية المعنية اقتصر على تأمين المادة وليس دعمها لأسباب قد تتعلق بعدم القدرة على التمويل وبالوضع الاقتصادي وبأولويات الدعم، وهذا ما أدى إلى رفع سعر كيس السماد عدة أضعاف عن سعره العام الماضي.

ويعتبر هذا الأمر غير مسبوق حيث كان يتم رفع السعر بنسب قليلة لكن حالياً تم رفع السعر بشكل كبير رغم أن الحكومة تؤكد أنه مازال مدعوماً بنسبة بين 20-30 في المئة ويبدو أن اللجنة الاقتصادية تسعّر وفق التكاليف.