السويداء/ لطفي توفيق
تفاقمت عمليات سرقة الممتلكات العامة والخاصة في الآونة الأخيرة، وتركزت على خطوط المياه وشبكات الكهرباء والاتصالات والمنازل والأشجار، مما شكّل ضرراً كبيراً على آلاف المواطنين الذين يعانون من الضائقة الاقتصادية وتراجع الخدمات.
ولجأ الأهالي في محافظة السويداء إلى الحلول الاجتماعية لوضع حد للسرقات والاعتداءات في ظل تراجع دور السلطات الأمنية والقضائية، ومع أن وسائل الردع الأهلية لا تعتبر كافية، إلا أنها أفضل الخيارات المتاحة.
وعادة ما يلجأ المجتمع الأهلي إلى معاقبة اللصوص والمجرمين على طريقته الخاصة، إما عبر تسليم من يقبض عليه للجهات الأمنية، أو إنزال القصاص الاجتماعي فيهم، كما حدث مؤخراً في إحدى قرى السويداء، في ظل تراجع ثقته بدور الجهات المعنية في إنزال العقوبات الرادعة، فالضابطة العدلية لا تكلف نفسها عناء البحث عن اللصوص والمجرمين وتكتفي بتسجيل ضبط بعد إبلاغها بوقوع الجريمة، وغالباً ما يسجل الضبط صد مجهول.
معاقبة اللصوص
تمكّن الأهالي في قرية مياماس جنوب محافظة السويداء من القبض على أربعة لصوص أثناء اعتدائهم على الكروم، واقتادوهم إلى القرية حيث تبين أنهم من المتهمّين بسرقة أشجار الكرز في البساتين المجاورة للقرية، والتحضير لتحطيبها لاحقاً.
فقام الأهالي بحلق ذقونهم الطويلة وأجزاء من شعر رؤوسهم، ثم استدعوا ذويهم ليبصموا على تعهد بعدم اقتراب ابنائهم من بساتين القرية حتى لا تكون العقوبة مضاعفة في المرة القادمة.
واعتبر أهالي القرية هذه العقوبة رسالة إلى كل من تسول نفسه المساس بالأرزاق والممتلكات الخاصة والعامة.
وقال مصدر من القرية “بهمة شباب مياماس تم القبض على هؤلاء الصوص في وضح النهار يعتدون على أحد البساتين ويسرقون الكرز وكانوا مسلحين بالقنابل، وتقرر إنزال العقاب المناسب بهم من قبل أهل القرية، ورسالتنا واضحة نحذر كل من تسول له نفسه المساس بأرزاقنا بالقصاص الشديد ولن نكون ظهيراً للمجرمين”.
وقبل ذلك ألقت مجموعات أهلية من قريتي صميد ومجادل بريف السويداء الغربي، القبض على أربعة لصوص أثناء محاولتهم سرقة خطوط شبكة المياه وتم اقتيادهم إلى قرية مجادل، حيث قررت الفعاليات الاجتماعية تسليمهم للجهات الأمنية.
وبعد تزايد عمليات السرقة فيها، قررت الهيئات الدينية والاجتماعية في بلدة رساس جنوب مدينة السويداء، تسيير دوريات مسلحة من أبناء البلدة في جميع شوارعها من الساعة 11 ليلاً حتى الخامسة صباحاً، وطلبت من الأهالي التعاون وضبط تحركات أولادهم في الليل.
وحسب مصدر من البلدة، تحمل الدوريات تفويضاً بمسائلة كل من تشاهده في الطرقات بعد منتصف الليل، وإذا كان مشبوهاً تسلمه للجهات المختصة، وأشار المصدر إلى وجود تنسيق مع الأجهزة الأمنية بهذا الخصوص.