لكل السوريين

طلاب المناطق المحتلة.. بين مطرقة الجهل وسندان الجامعات التركية

تعيش المناطق المحتلة من شمال وشرق سوريا حالة من التهميش والتخلف التعليمة ايزاء سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقتها على مناطق رأس العين “سري كانية” وتل أبيض “كري سبي”، في ريفي الرقة والحسكة.

تعلب الجغرافيا حائلً بين المناطق المحتلة وباقي المدن السورية دوراً سلبياً على حياة طلاب الجامعات القابعين تحت سلطة الاحتلال التركي ومرتزقتها، من خلال منع الطلاب للتنقل بين المدن من أجل اكمال دراستهم.

فمنذ سيطرة الاحتلال على مناطق عدة في شمال وشرق سوريا أواخر عام 2019 حرم طلاب هذه المدن من حقوقهم التعليمة، حيث كان الالاف منهم يرتادون الجامعات مثل الفرات في الحسكة او غيرها في باقي المحافظات لمواصلة تعليمهم.

لكن وبعد سيطرة المرتزقة؛ لم يعد لدى الطلاب سوى الهجرة إلى تركيا للالتحاق بالجامعات التركية التي اغلقت ابوابها بوجوههم، فقد كان العام الدراسي 2020 العام الأخير الذي نال فيه بعض الطلاب موافقات دخول إلى تركيا للالتحاق بالجامعات.

وهنا أصبح الطلاب محاصرين، ولا يوجد حل امامهم غير اللجوء إلى الجامعات الخاصة في ريف حلب الشمالي؛ حيث توجد عدد من الجامعات الرديفة للجامعات التركية، والتي عرفت بعنصريتها ضد السوريين، وغير المعترف عليها محلية أو دولياً.

يشير أحد النشطاء في مدينة رأس العين سري كانية إلى أنّه بعد دخول جيش الاحتلال التركي ومرتزقته للمنطقة تضرر الطلاب بشكل كبير، ففي الأساس لا يوجد معاهد أو فروع لجامعات ضمن المنطقة، وأغلب الطلّاب كانوا يدرسون في جامعات الحسكة، وجزء بسيط منهم في تركيا.

أضاف “هؤلاء الطلاب خضعوا لدورات “يوس”، وهي عبارة عن دورات أقامتها مديريّة التربية والتعليم في رأس العين التابعة للحكومة السوريّة المؤقّتة بالتعاون مع وزارة التّربية التّركيّة، التي تؤهل هؤلاء الطلاب لدخول الجامعات التركيّة، وخضعت لها 4 دفعات من الطلّاب، لكن تردد هذا العام الكثير من الطلاب في التقدم لها كونهم لا يجدون فرصا للالتحاق بالجامعات”.

وقال أخر “مديرية التربية والتعليم بحسب ما اطلعت عليه خاطبت وزارة التعليم التركية والائتلاف السوري وقدّموا خطابات لجامعة حلب وجامعة عنتاب لفتح أفرع في منطقة رأس العين، ولكن لا يوجد أي استجابة، كونهم يعتبرون أن رأس العين ليس فيها عدد كبير من الطلاب”.

ويوجد في مدينة رأس العين مدرسة كبيرة وهي واحدة من أكبر مدارس المنطقة، ويجري ترميمها عن طريق أحدى المنظمة، لكي تتحول لمعهد، كان من المفترض افتتاحه قبل الزلزال بثلاثة أيام وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وأكد احد الطلاب أن “عدد الطلاب في رأس العين الذين أنهوا التعليم الثانوي يبلغ عددهم 1500 طالب، هم بمرحلة التعليم الجامعي ويجب أن يلتحقوا بالجامعات، أما طلاب الجامعات المنقطعون فيبلغ عددهم وفق الإحصائيات نحو 235 طالباً”.

خالد الحسين طالب في كلية الاقتصاد، كان في السنة الثانية، مع سيطرة الجيش الاحتلال على المنطقة لم يعد قادراً على الذهاب للجامعة في الحسكة بعد إغلاق الطرقات، ولفت في حديثه لـ”السوري” إلى أنه حاول الالتحاق بالجامعات التركية لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب عدم وجود “يوس” لديه .
أما محمد فهو طالب لم يتمكن من الالتحاق بالجامعات التركية لكنه حاول الدخول عبر طرق التهريب للالتحاق بالجامعة، لكنه تعرض علمية نصب واحتيال من قبل المهرب الذي أعاد له جزءاً فقط من المبلغ.