لكل السوريين

شبح الحرب النووية يخيم على أوكرانيا.. والغرب يحذر

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أربعة قوانين دستورية فيدرالية بشأن ضم أربع مناطق أوكرانية إلى بلاده عقب استفتاء صوري رفضته كييف والمجتمع الدولي.

وبموجب هذه القوانين يتم الاعتراف بسكان المناطق الجديدة كمواطنين روس من تاريخ ضمها.

ويمثل ضم هذه المناطق إلى روسيا تصعيداً كبيراً في الصراع، إذ ستعتبر موسكو أي تحرك عسكري يستهدفها هجوماً على أراضيها.

وبدأت بوادر هذا التصعيد بالظهور حيث أعلن الجيش الأوكراني بدء ما سماها معركة “تحرير لوغانسك” وحشد قواته باتجاه المقاطعة.

وبالمقابل تعهدت روسيا باستعادة الأراضي التي فقدت السيطرة عليها في جنوب أوكرانيا وشرقها، وأعلنت حشد قواتها لبدء هجوم مضاد بهدف استعادتها، وأكدت القوات الروسية أنها أعادت ترتيب صفوف قواتها، وتعزيز خطوطها الدفاعية في بلدة ليمان بمقاطعة دونيتسك التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها قبل أيام.

وكان نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي قد أشار إلى أن موسكو قد تلجأ للأسلحة النووية للدفاع عن أراضيها.

أهداف روسيا ومسوغاتها

لن تحقق قوانين الضم التي اتخذها بوتين أي شيء لروسيا، لأن المجتمع الدولي يرفضها، لكنها ستمكّنه من الادعاء بأن إرادة الأوكرانيين المحتلين هي الانتماء إلى روسيا، بما يعطيه ذريعة لاستعادتها باعتبارها من أراضي بلاده.

وسيسعى بوتين على الأرجح إلى تصوير هجوم الجيش الأوكراني المضاد، على أنه هجوم على سيادة روسيا.

ويرى محللون أن روسيا أجرت عمليات الضم لوقف تراجعها ميدانياً، من خلال إعلان تلك الأراضي كجزء منها، والتهديد برد ساحق بما في ذلك هجوم نووي محتمل، في إطار حرب دفاعية، ما لم توقف أوكرانيا جهودها لتحرير أراضيها.

وتعتبر مبادئ استخدام السلاح النووي في روسيا التي تنص على أن تعرّض البلاد لأي عدوان تقليدي يهدد وجود الأمة يبرر استخدام الأسلحة النووية، من المسوغات التي قد يستند إليها بوتين لتبرير استخدامه لأسلحة الدمار الشامل.

فقد تطرق في خطابه الذي أعلن فيه التعبئة العسكرية الجزئية، إلى أن روسيا تواجه تهديداً وجودياً، وزعم أن الغرب يسعى من خلال الدعم الذي يقدمه لأوكرانيا، إلى تدمير روسيا وتهديد الشعب الروسي.

الغرب يحذر

حذر خبراء في السياسة العامة الأميركية من أن استمرار تصعيد أوكرانيا للحرب سيدفع روسيا إلى استخدام السلاح النووي كما توعد الرئيس الروسي مراراً.

واعتبروا أن الخطوات التي قام بها بوتين من إعلان للتعبئة الجزئية وإجراء استفتاءات في مناطق أوكرانية وضمها إلى روسيا مؤشرات على عزمه استخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا.

ووصف الرئيس الأميركي تهديد بوتين باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا بالأخطر منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وحذر من أن ذلك ينذر بـ”نهاية العالم”.

وقال بايدن في كلمة ألقاها خلال حفل لجمع التبرعات في نيويورك إن الرئيس الروسي لم يكن يمزح عندما تحدث عن استخدام أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية أو كيميائية.

وحذر من أن استخدام سلاح تكتيكي منخفض القوة يمكن أن يخرج عن السيطرة ويتسبب بدمار عالمي.

وبعد يوم واحد من تحذير بايدن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض “لم نر أي سبب لتعديل وضعنا النووي الاستراتيجي، ولا توجد لدينا مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية وشيكة”.

وموسكو ترد

في المقابل، دعا رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي المسؤولين الأميركيين إلى الاطلاع على العقيدة النووية الروسية قبل إصدار التحذيرات إلى بلاده.

وقال سلوتسكي، وفق ما نقلت عنه وكالة نوفوستي الروسية، “إنها ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها الولايات المتحدة عن إمكانية استخدام موسكو أسلحة نووية في أوكرانيا، يجب أن يدرس المتخصصون الأميركيون العقيدة النووية الروسية بشكل أفضل قبل توجيه التحذيرات عبر وسائل الإعلام”.

ووفق خبراء عسكريين، فإن العقيدة القتالية النووية الروسية تعني اللجوء إلى التصعيد من أجل خفض تصعيد الخصم.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن بلادها لا تزال ملتزمة تماما بمبدأ عدم السماح بقيام حرب نووية.

واعتبرت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي أنه لم يبق لدى الغرب من الأدوات “للإساءة لسمعة روسيا سوى ترويج الأكاذيب” عن إمكانية استخدام موسكو السلاح النووي.