لكل السوريين

زهير السومة المدير التنفيذي للتعاون السعودي: نادي الشباب عشقي الأول.. والاهتمام بالفئات العمرية مطلب ملحّ، والبرازيل والأرجنتين أكبر المرشحين بالفوز بكأس العالم

اللاعب والحكم والإداري زهير السومة، غني عن التعريف. قضى أكثر من ثلاثين عاماً في الغربة بعيداً عن أهله ومدينته الرّقة، وناديه الشباب، بعد أن مضى فيه زهرة شبابه. وسبق أن لعب في صفوف النادي وتدرّج في فئاته العمرية، كما كان له دور كبير في تنشيط فرق الأحياء الشعبية لكرة القدم والنجاح التي سجلته، أضف إلى التنافس المثير الذي كانت تحدثه بين فرقها بالرغم من ضعف الامكانات المادية، إلّا أن حبّ الكرة وعشقها كان هو الحافز و الأسمى من كل ذلك، وتسجيله هدف الفوز في المباراة التي جمعت بين منتخب إرتيريا ومنتخب الرّقة في ثمانينات القرن الماضي، وخلال تلك الفترة تمكن، وبعد محاولات من السفر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وعمل في بداياته في مجال التحكيم، وبعدها عمل في مجال الإدارة لكثير من الأندية، كما شارك في كثير من الدورات التدريبية في العلاقات العامة، وفي الإعداد النفسي والبدني للفرق الرياضية، فضلاً عن دورة صقل الحكام الدوليين لكرة القدم لدول غرب آسيا.

الدكتور زهير السومة بكالوريوس تربية بدنية، وماجستير في الإدارة الرياضية، وحصوله مؤخراً على دكتوراه في المجال ذاته، وهو يسعى بصورة دائمة لتطوير المهنية في العمل الاداري، والسعي نحو تقديم الأفضل في الإدارة التنفيذية. نحاول من خلال هذا الحوار أن نقف عند رؤيته، ونلقي الضوء على بعض الجوانب في شخصيته.

ـ هل من الممكن العودة إلى بدايات اللاعب زهير السومة في عالم الكرة المستديرة؟ وماذا عن خطواتك الأولى في الانضمام إلى فرق نادي الشباب الرياضي إلى أن وصلت إلى الفريق الأول؟

*الشغف كان من البداية اللعب في الفئات السنية في نادي الشباب، وتدرجت بصفوفه مع فريق الناشئين فالشباب والانتقال بعدها للعب في صفوف الفريق الأول في عام 1990.

الخطوات الأولى في عالم كرة القدم كانت بسيطة، من خلال مجموعة من أصدقاء المرحلة بالفئات السنية المختلفة، وانطلقنا معاً حتى الوصول إلى صفوف الفريق الأول أذكر منهم: وليد النوري، هشام مشوّح، مصعب المبروك، حسين هلال، وأتبعه جيل آخر مثال: معاوية الحافظ، أسامة النوري، حجي المبروك وغيرهم. كما كان لي شرف اللعب إلى جانب لاعبين كبار ومميزين من الجيل الذي سبقنا من أمثال: إسماعيل الموسى، وحمدي موصلي، وآخرين.

ـ لعبت في صفوف منتخب الرقة بكرة القدم، ما هو تقييمك لواقع الكرة فيها؟

* لعبت ضمن صفوف منتخب الرّقة في مرحلة كانت تعد من أفضل المراحل. مرحلة حب الناس للكرة وعشقهم لها، وأذكر مباراة منتخب الرّقة مع منتخب أرتيريا، التي سجلت بها هدف الفوز الوحيد في تلك المباراة.

ـ بعد مرور فترة طويلة تمكن نادي الشباب من الصعود إلى مصاف أندية الدرجة الثانية بكرة القدم. ما هي أهم العثرات التي كان يعاني منها، وهل بإمكاناته الحالية يمكنه الصعود إلى مصاف الدرجة الأولى؟

* حقيقة تأملنا خيراً بصعود النادي إلى الدرجة الثانية، وكنت متابعاً لذلك، لكن أعتقد أن عدم توافر الامكانات المادية كانت تعد العقبة الرئيسة في تأخر صعود النادي إلى الدرجة الثانية، ولكن وبفضل محبي النادي سيكون النجاح حليفه في المواسم المقبلة، وسيحقق آمال وطموح جماهيره، وسنكون من أوائل الداعمين له.

ـ ما هي أبرز الخطوات للوصول إلى تلك المرحلة؟

*أبرز خطوات الصعود الاهتمام بالفئات السنية، لا سيما أن الوصول إلى القمة يتطلب تجهيز القاعدة بشكل جيد، مع ضرورة توافر الفكر الإداري ليسهم في نجاحها.

ـ لعبت إلى جانب عدد من اللاعبين، وفي فرق الأحياء الشعبية وكانت المنافسات في حينها على أشدّها، من هم أبرز اللاعبين الذين لعبت إلى جانبهم، وماذا يمكن أن تخبرنا عن فرق الأحياء الشعبية لكرة القدم، وهل هي قادرة على تفريخ النجوم؟

*نعم لعبت بفرق الأحياء الشعبية وكان التنافس على أشدّه في حينها، خاصة بين فرق الاسماعيلي والأهلي والنجمة، ومن أبرز اللاعبين: عبد اللطيف الحمادة، وليد الشيخ، مصعب المبروك، هشام مشوح، حمادي المطر، نجم سليمان، حسين هلال، أسامة الشيخ، وغيرهم كثير. وكانت حقيقة مباريات ممتعة وفيها تنافس كبير، وأفرزت عدد كبير من النجوم.

ـ ومن اللاعبين الحاليين الذين لفتوا نظرك؟ والحال أيضاً بالنسبة للنوادي العربية والأوربية؟

*من خلال وجودي في المملكة العربية، وفي نادي التعاون السعودي وكون فريقي يشارك في دوري المحترفين السعودي والذي يعتبر من أفضل الدوريات وأقواها على المستوى العربي والآسيوي أتابع مجموعة من لاعبي الهلال سالم الدوسري، سلمان الفرج، ياسر الشهراني، ومن اللاعبين الأجانب يعجبني الأرجنتيني بانيغا، ومينا الإسباني لاعبا نادي الشباب، أما على المستوى الدولي فأنا أتابع فريق برشلونة الإسباني، وسعدت بانضمام ليفاندوفسكي إلى صفوفه مؤخراً، وهو الآن في صدارة الهدافين.

ـ وماذا عن المنتخب الذي يمكن أن يكون جديراً بحمل لواء بطولة كأس العالم التي ستحتضنها قطر بعد حوالي شهرين ونيف؟

* بطولة كأس العالم ف قطر في نسختها الثانية والعشرين خلال الفترة من 20 نوفمبر ولغاية 18 ديسمبر 2022 ستكون متفردة من خلال التحضير المميز للملاعب في أعلى مستوى من البنية التحتية والخدمات، والتحضيرات وبمشاركة منتخبات أمريكا الجنوبية، وعلى رأسها البرازيل والأرجنتين المرشحين بقوة للفوز بالبطولة. .

ـ ما هو تقييمك لواقع كرة القدم السورية؟

* كرة القدم السورية تعاني منذ فترة طويلة مع وجود لاعبين على أعلى مستوى، لكن التخبطات الادارية أفرزت واقعاً أليماً يعيشه كل عشاق نسور قاسيون على أمل تصحيح الأوضاع الحالية بوجود تشكيلة الاتحاد الجديد.

ـ ماذا يمكن أن تحدثنا عن فترة الغربة التي قضيتها في بدايتك كحكم في دولة الامارات العربية، وبعدها مارست العمل الإداري في أندية العين، دبا الحصن، الشارقة، الوحدة، وعمان، وانتقالك أخيراً بعد قضاء نحو ثلاثين عاماً، إلى نادي اتحاد كلباء في المملكة العربية السعودية؟ وما هو الدور المناط بك في نادي التعاون الذي تعمل فيه حالياً؟

*غادرت إلى دولة الامارات العربية في عام 1990 وكانت محطة جديدة في مسيرتي الرياضية محاولاً إيجاد فرصة عمل تناسبني لتغيير مسير حياتي. بحثت عن فرصة عمل هناك، فكانت بدايتي مع اتحاد كرة القدم الاماراتي كحكم كرة قدم، وشاركت في تحكيم الدوري الإماراتي مواسم: 19990-1991/1991 –

1992م. وبعدها انتقلت إلى العمل الاداري بعد توطيني مهنة التحكيم في الامارات وعملت مديراً لنادي دبا الحصن، ومدير الشؤون الرياضية لنادي العين، ومديراً تنفيذياً لنادي عجمان، وسكريتيراً عاماً لنادي الوحدة، ومديراً للاحتراف بنادي الشارقة، ثم انتقل إلى نادي اتحاد كلباء بالمنطقة الشرقية. آخر محطاتي في دولة الامارات العربية وكانت الفترة بين 1990 و2019 بعدها انتقلت للعمل في المملكة العربية في نادي التعاون السعودي بمنطقة القصيم، وتم تكليفي سكرتيراً عاماً للنادي ثم مديراً لإدارة النشاط الرياضي.

والآن أعمل بوظيفة المدير التنفيذي لكرة القدم بالنادي.

ـ هل تفكر في العودة إلى بلدك، وإلى نادي الشباب بصورة خاصة، والعمل فيه كإداري مستفيداً من تجربتك الطويلة في الانتقال والعمل في أندية لها أسمها ومكانتها؟

*الآن أنا أعمل بوظيفة المدير التنفيذي في نادي التعاون السعودي لكرة القدم، ولا شك أني أفكر ليلاً ونهاراً في العودة إلى حضن وطني الحبيب سوريا، وإلى مدينتي الغالية الرّقة، وإلى عشقي الأوّل نادي الشباب وأقدم خدماتي وخبراتي التي يحتاجها، ولن أتوانى في ذلك.

عبد الكريم البليخ