لكل السوريين

انتعاش أسواق المستعمل والبسطات في حماة. ماذا وراءه؟

حماة /جمانة الخالد

تعيش أسواق المستعمل في حماة حالة نشطة، وتشهد إقبالاً متزايداً على بضائعها التي قد لا ترضي الرغبات والأذواق، إلا أنها تؤمن مواداً قابلة للاستعمال بأسعار مقبولة رغم ارتفاعها في الفترة الأخيرة.

 

وتواجه تلك الأسواق والمواد تساؤلات حول مصدر المواد المباعة في هذه الأسواق، إذ لم يجد آذاناً صاغية لدى الباعة الذين كانوا يتجاهلون أي سؤال يبحث في مصدر بضاعتهم المستعملة من الأدوات الصحية المستعملة، أو العدد الصناعية، أو الألبسة والأحذية، وغيرها من المستلزمات، وطبعاً تدار كل عمليات البيع بالتراضي بعيداً عن أي نشرة أسعار، فصاحب البسطة هو من يحدد السعر القابل للبازار والتخفيض.

 

ويلجأ المدنيين في مدينة حماة لتلك الأسواق بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بالجديد كالأدوات الكهربائية والألبسة وغيرها، وشاع خلال الحرب السورية مصطلح “التعفيش” وهي سرقة وسلب بعض القوات الرديفة لبيوت مدنيين هُجروا منها هربًا من الحرب، لكن رغم ذلك لا يسأل المدنيين عن مصدر تلك الأدوات بسبب لجوئهم لها نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانيها عامة السوريين.

 

وأكد باحثون اقتصاديون حقيقة انتعاش أسواق المستعمل، وما أسماها أسواق البسطات وذلك نتيجة الظروف الاقتصادية، وانخفاض القدرة الشرائية، ما دفع الناس للتوجه إلى هذه الأماكن التي تندرج غالباً وتصنف ضمن اقتصاديات الظل.

 

وأشاروا أن السلع الموجودة في الأسواق أو البسطات هي ذات جودة منخفضة جداً، وهي سلع مستهلكة، وهذا يضر بالسلع النظامية والاقتصاد المحلي، لكن الحالة الإيجابية التي يمكن أن تحققها هي الفارق السعري الكبير والشاسع الملاحظ عند إجراء مقارنة بالأسعار، خاصة بالنسبة لملابس الأطفال مثلاً التي توجد في تلك الأسواق بأسعار مغرية وجودة لا بأس بها، كذلك بالنسبة للخرداوات التي قد يلجأ لها بعض الصناعيين الصغار للبحث عن قطع مستعملة منها، لذلك هذا أمر جيد على المستوى الفردي بالنسبة للمهنيين الصغار.

 

ووصفوا تلك الأسواق بأنها حالة شعبية متوارثة، ولا يمكن تصنيفها كحالة سلبية بالمطلق، فهي موجودة في كل دول العالم بتسميات مختلفة، كما أنها موجودة في سوريا منذ زمن طويل، مشددين على ضرورة ضبط هذه الأسواق، وإيجاد صيغة معينة لتصبح ذات فائدة اقتصادية وجدوى في المجتمع السوري الذي يعتمد بشرائح واسعة منه اليوم على هذه الأسواق التي لم تعد ملاذاً للفقراء فقط.

 

وأصبحت مقصداً للكثيرين ممن يبحثون عن حلول اقتصادية لواقعهم الهش، عدا عن أن التجول في هذه الأسواق له متعة، خاصة أن معظمها في مناطق قديمة وشعبية، ولا شك أن السؤال عن مصدر البضائع الموجودة قد يصبح بلا معنى عند مشاهدة حالة الإقبال الكبيرة على هذه الأسواق، وما توفره من حلول مادية وخدمية للناس، ولكن ذلك طبعاً لا يلغي أهمية وضرورة متابعتها والإشراف عليها ووضعها ضمن الدائرة الرقابية.