لكل السوريين

خلال سنة واحد قفزت إيجارات الشقق300%

طرطوس/ أ _ ن 

قفزت إيجارات المنازل والشقق السكنية، في مختلف أحياء مدينة طرطوس، بشكل ملفت، خلال عام واحد، وبمعدل وصل إلى 300%، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، فكيف أصبحت الإيجارات هكذا، وما أسباب ارتفاعها بهذا الشكل.

مطلع العام 2021، كان متوسط إيجار الشقّة في مدينة السويداء، يبلغ 50 – 75 ألف ليرة سورية، ومنذ مطلع العام الحالي 2022، وصل إلى150 الى 225 ألف ليرة، إذ باتت تتراوح الإيجارات بين 150 ألف و300ألف ليرة سورية، وتختلف القيمة، بحسب موقع الشقّة، ومساحتها، وكساءها.

تزايد الطلب على الإيجارات، في مدينة طرطوس، وان أحد أسباب ارتفاع الأسعار، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد سكان المدينة تجاوز500 ألف نسمة، نتيحة تزايد الهجرة من الريف إلى المدينة، موضحاً أنه شكل عبئا على البنى التحتية، لكن تقديرات عدد السكان الصادرة عن نفس الجهة، في عام 2015، أشارت إلى إن عدد السكان في المدينة وصل إلى 300 ألف نسمة حينها، وهذا يعني عدم وجود تزايد ملموس في أعداد السكان.

في حين قال أحد أصحاب المكاتب العقارية، أبو انس، إن قرار الحكومة الأخير في رفع الدعم عن شرائح واسعة من المواطنين، والتي طالت أكثر من 600 ألف أسرة سورية، صنعت موجة ارتفاع للأسعار التي شملت مختلف القطاعات، ومنها إيجار العقارات.

مبيناً أنه ومع صدور القرار، بدأ المواطنون الذين رفع الدعم عنهم، بالبحث عن أي فرصة لزيادة دخلهم الشهري، من خلال عقاراتهم وبيوتهم المسندة على الاستثمار كإيجار سكني، ما أدى إلى تحميل شريحة عريضة من المستأجرين أعباء مادية كبيرة في ظل تدهور الوضع المعيشي.

وأوضح السيد أبو ميلاد، أن قيمة الشقة المكسية، في مدينة طرطوس، لا تبدأ بأقل من 60 مليون ليرة سورية، وتصل إلى 150 و200 مليون ليرة، بحسب الموقع والمساحة، وذلك نتيجة الارتفاع المزمن لأسعار مواد البناء. وبالتالي فإن قيمة الإيجارات لا تزال بالحد المعقول، إذا ما قارناها بقيمة الشقق، لكن بالنسبة للشريحة الأكبر من السكان القاطنين في الإيجار، فإن هذه الإيجارات قاسية عليهم، بسبب تدني مستوى المعيشة والدخل.

موظّفة حكومية لا يتجاوز راتبها المقطوع 130 ألف ليرة شهريا، وتحدثت لنا عن تهديد صاحب المنزل لهم، بإخلاء منزلها وتصفيتها مع عائلتها دون مسكن، بسبب الغلاء الحاصل بإيجار المنازل، يقول: دخلي الشهري من راتبي، إضافة لدخل زوجي حوالي ال120 الف ليرة’ وعمله الاضافي كسائق تكسي مساء يضاف لهم عمله، لا يسعفنا حتى بثلثيه ليغطي تكلفة أجار المنزل، وما تبقى منه يجب أن يكفينا أكلا وشربا ونفقات الحياة الكثيرة أنا وعائلتي المكونة من أربعة أفراد.

وأوضحت بأنه كانت تدفع العام الماضي، 40 ألف ليرة سورية لقاء كل شهر إيجار، لتزداد قيمته بعد تجديد العقد مع صاحب الملك إلى 200 ألف شهريا، وعليه تفاقمت معاناته المادية، في ظل الغلاء الفاحش الذي يضرب البلاد.

حق السكن لأبناء هذه البلاد، ربما صار من النكات والفكاهة بالأحاديث أحيانا، بعد أن صار سماعها ثقيلا على المواطنين، دب الفقر والعوز والذل في مساكن السوريين، لتصبح نفسها تلك المساكن، ثقلا يرهق كاهل من احتاج أو اعتاش عليها. والمعاناة هنا على الجميع، المؤجر والمستأجر.