لكل السوريين

تعليق محادثات الاتفاق النووي بفيينا.. وجهود متعثرة لاستئنافها

تسبب إصرار طهران على رفع تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، ورفض الولايات المتحدة القيام بذلك حتى الآن، إلى توقف مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي.

كما توقفت المفاوضات المتقطعة لإحياء الاتفاق في فيينا، في وقت سابق من الشهر الحالي بعد أن طلبت روسيا ضمانات بأن تتمكن من القيام بعملها كطرف في الاتفاق.

ورغم الأحاديث المتفائلة عن التقدم الكبير خلال المفاوضات، ومحاولات الأوروبيين الحثيثة لاستئنافها، من غير المتوقع أن تستأنف وتحقق نتائج إيجابية في المرحلة الحالية على الأقل.

وكانت واشنطن قد أدرجت الحرس الثوري في قائمة الإرهاب، وفرضت عليه عقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا.

وتشترط عودة إيران إلى الالتزام بالشروط التي تخلت عنها، في حين تصر طهران على رفع كامل للعقوبات الأمريكية عنها قبل أن تعود لالتزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع عقد في العاصمة النمساوية فيينا في 14 تموز عام 2015.

تفاؤل غير واقعي

لطالما ذكرت وسائل إعلام غربية على لسان مسؤولين أمريكيين أن العودة للاتفاق النووي قد تتحقق سريعاً، وستتضمن اتفاقاً لرفع العقوبات عن إيران.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين مشاركين في المحادثات الشهر الماضي قولهم “إن العودة للاتفاق النووي الإيراني قد تكتمل في فيينا في غضون اليومين المقبلين”.

وذكرت أنباء أن إيران والولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى تقترب من إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وأشارت الأنباء نقلاً عن المسؤولين الأمريكيين، إلى أن “الاتفاق سيعيد فرض قيود مشددة ولكن مؤقتة على برنامج إيران النووي، وفي المقابل، سيتم تعليق العقوبات الأمريكية التي أدت إلى جمود معظم التجارة الدولية مع إيران”.

وشاركت وزارة الخارجية الإيرانية وسائل الإعلام الغربية التفاؤل عندما أعلنت أن المفاوضات حول الاتفاق النووي في فيينا حققت تقدما كبيراً.

ومع ذلك استمر الجدل بين المتفاوضين حول مجموعة من المطالب الإيرانية بما في ذلك تخفيف العقوبات تمهيداً لرفعها بالكامل عن طهران للعودة إلى الاتفاق النووي، قبل تعليق المحادث.

جهود عبثية

منذ تعليق المحادثات، يقوم المشاركون الأوروبيون فيها بجولات مكوكية بين واشنطن وطهران في محاولات لتسوية الخلاف بين الجانبين.

ويصف مراقبون سياسيون ووسائل إعلامية غربية هذه محاولات بـ “العبثية”، لأنها لن تؤدي إلى أي نتائج في المرحلة الحالية على الأقل.

ويشاطر مسؤول أميركي مطلع على القضية المراقبين وجهة نظرهم، حيث قال لصحيفة أمريكية “في هذه المرحلة لا شيء مقبول للطرفين”.

وأكد المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أن القرار الآن يعود إلى الرئيس جو بايدن لكن “الرئيس لم يتخذ قراراً” ووصف القرار بالخطوة الصعبة للغاية من الناحية السياسية.

كما قال المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي، أمام منتدى الدوحة الدولي، إنه ليس واثقاً من أن الاتفاق النووي بين القوى الغربية وإيران “وشيك”.

وعمّق القلق في أوساط المشاركين الأوروبيين في المحادثات الطريقة التي  تحدث بها مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق محادثات إحياء الاتفاق النووي إنريكي مورا، حيث قال قبل زيارته إلى واشنطن وطهران مؤخراً “يجب أن ننهي هذه المفاوضات”.

لا انتظار إلى الأبد

أشارت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن إعادة العمل بالاتفاق النووي ليس مفتوحاً بشكل مطلق، وحمّلت الولايات المتحدة مسؤولية تعليق المفاوضات.

وقال متحدث باسم الوزارة قبل أيام “لا يمكننا الانتظار إلى الأبد ولن ننتظر أي شيء، التعليق الحالي لمحادثات فيينا يرجع إلى عدم اتخاذ الولايات المتحدة قراراً سياسياً بشأن هذه المسألة”،

وأشار إلى أن الاتفاق بات جاهزاً إلى حد كبير، إلّا أن الرئيس الأمريكي “لم يتخذ قراراً بشأن العودة للاتفاق”.

واعتبر أن المحادثات أصبحت رهينة للشؤون الداخلية الأمريكية، وطالب الإدارة الأمريكية بإعطاء “إجابة عقلانية” لإيران لاستئناف المحادثات.

واتهم الولايات المتحدة بمحاولة منع إيران من الاستفادة الاقتصادية من خطة العمل الشاملة المشتركة، وعليها “أن تقرر ما إذا كانت تريد الحفاظ على إرث ترامب، أو التصرف كحكومة شبه مسؤولة”.

يذكر أن المفاوضات التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي وتم تعليقها، تهدف إلى عودة واشنطن للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في شهر أيار من العام 2018، وأعادت فرض العقوبات المشددة على طهران.