لكل السوريين

ابتكار وسائل للتدفئة لدى أهالي قرى ومدن الساحل السوري.. جانب من معاناة الأهالي مع موجة الصقيع والثلوج

اللاذقية ـ طرطوس/ سلاف العلي ـ ا ـ ن  

مع تأثيرات العاصفة الثلجية والمنخفضات الجوية الباردة جدا على مختلف القرى والمدن الساحلية، والافتقاد شبه الكامل لوسائل التدفئة للقطات الواسعة من السكان القاطنين في هذه المدن والقرى، اتجهت أكثر البشر الى البحث واستعمال مختلف الأغطية والبطانيات، من أجل استعمالهم بالتدفئة، وخصوصا للعائلات التي لديهم أطفال وكبار السن.

فقد قامت المؤسسات الحكومية بالمحافظتين بتوزيع الـ 50 لتر الأولى من مخصصات المازوت المدعوم للتدفئة، والتي لا يمكن أن تكفي أكثر من عشرة أيام إذا أجرت عليها العائلات، التقنين والبخل وتحمل البرد، والاتكال على الله من أجل تهدئة البرد والعطف والرحمة على البشر، طبعا مع فقدان الامل باستلام الدفعة الثانية قبل رحيل موجة البرد القارس، وخاصة أن عمليات التوزيع وبطموح عال، ستستغرق على الأقل شهرين الى ثلاثة في كل محافظة، وحسب الزمن الذي أخذه توزيع الدفعة الأولى.

طبعا والحمد لله أن المازوت واية مادة تموينية أو استهلاكية، متوفرة جميعها في السوق وبكميات كبيرة، لكن سعر ليتر المازوت يتراوح بين 2500 و3000 ليرة سورية، سعر طن الحطب يتراوح بين 550 و600 ألف ليرة سورية، لكن هيهات لمعظم المواطنين من أصحاب الدخل المحدود، الوصول الى هذه المواد بهذه الأسعار الفلكية، فهكذا مواد معروضة ومتوفرة فقط للقادرين على شرائها واستعمالها.

أما بالنسبة للكهرباء والأمل بتحسنها، فهذا سيكون، وعلى المدى المنظور، مثل أمل إبليس بالجنة، والمواطنين أصبحوا يحمدون ربهم، أن تبقى ساعات الانقطاع خمسة وساعة واحدة الوصل وليست كاملة، وإلا تزيد ساعات الانقطاع، طبعا أن الأمور تزيد سوءا مع الحاجة للكهرباء واستعمال مختلف الأدوات الكهربائية أثناء ساعة الوصل، من مثل الإنارة والتدفئة والحمامات والغسيل، وما يؤدي ذلك إلى زيادة الأحمال على الشبكة وبالتالي انقطاعات عشوائية وغير منتظمة.

إن مختلف هذه القصص والروايات عن الحاجة للإنارة والتدفئة, وعدم توفير الأدوات المطلوبة, لمعظم الشرائح المجتمعية في مدن وقرى الساحل, وخاصة لدى الفئات متواضعة الدخل, دفعهم للبحث وابتكار أدوات جديدة تغنيهم عن الحاجة للحماية من برودة مر بعينية الشتاء القاسية وبعدها الخمسينية, والتي نأمل جميعا أن تكون أخف بالبرودة, ومن أحدث هذه الابتكارات استعمال مختلف الاغطية والبطانيات للتدفئة, او المتوفر من الألبسة والاغطية القماشية القديمة, وصناعة الكفوف والطواقي والخف الذي يلبس بالقدمين, من الجرابات والألبسة القديمة والمنتهية الصلاحية والاستعمال, وكذلك تم ابتكار طريقة جديدة, عند مجيئ الكهرباء يتم تسخين المياه ووضعها في أواني بلاستكية, وإغلاقها بإحكام ووضعها داخل الفراش, لتؤمن الدفء لعدة ساعات, للأطفال ولكبار السن.

لابد لنا أخيرا من الإشارة إلى أن بعض القرى والمناطق الريفية والبعيدة في كلتا المحافظتين الساحليتين، ونتيجة الأحوال الجوية، فقد تعرضت لعدة سرقات طالت الشبكات الكهربائية وخطوط الهاتف والمحولات الكهربائية, مما زاد بالطين بلة, وزاد في الآلام المواطنين .