لكل السوريين

قمة بايدن وبوتين.. محاولة لنزع فتيل الأزمة أم خطوة باتجاه حرب بالوكالة؟!

تقرير/ لطفي توفيق   

في بداية اللقاء الذي استمر حوالى ساعتين أعرب الرئيس الأمريكي لنظيره الروسي عن أمله في المرة المقبلة التي يجتمع فيها معه أن يكون اللقاء وجهاً لوجه، حسب وكالات الأنباء الروسية.

وخلال اللقاء حذر الرئيس الأمريكي نظيره الروسي بأن روسيا ستتعرض لـ”عقوبات شديدة اقتصادية وغيرها” في حال حصول تصعيد عسكري في أوكرانيا، حسب بيان البيت الأبيض الذي أشار إلى أن بايدن أعرب عن مخاوف الولايات المتحدة وحلفائها، حيال حشد التعزيزات الروسية على الحدود مع أوكرانيا.

وبعد القمة الافتراضية أكد البيت الأبيض أن بايدن عبر لبوتين عن “القلق العميق” لدى الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين جراء حشد روسيا قواتها قرب أوكرانيا.

وأعلن أن الرئيس الأميركي سيتصل بقادة الدول الأعضاء في مجموعة بوخارست المؤلفة من حلفاء من الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي “لإحاطتهم بالمباحثات التي أجراها مع الرئيس بوتين، والاستماع لآرائهم حول الوضع الأمني الراهن، والتأكيد على التزام الولايات المتحدة الأمن عبر الأطلسي”.

أجواء تشاؤمية

عقدت القمة الافتراضية بين بايدن وبوتين في جو من التشاؤم حول ما يمكن أن تحققه من نتائج،

إذ قال المتحدث باسم الكرملين في تصريحات أوردتها وكالات أنباء روسية، عشية المحادثات إن “موسكو لا تتوقع تحقيق أي اختراق”، في ظل تصاعد التوتر بين البلدين حول أوكرانيا.

ويبدو التشاؤم سيد الموقف لدى الجانب الروسي، من تحقيق أي تقدم نحو تهدئة التوتر، خاصة بعد أن طلبت الخارجية الروسية، من موظفي السفارة الأمريكية الموجودين في موسكو مغادرة البلاد بحلول نهاية العام، رداً على إعلان سفير موسكو لدى الولايات المتحدة أن 27 دبلوماسياً روسياً وعائلاتهم طُردوا من الولايات المتحدة، وسيغادرون في الوقت ذاته.

وحالة عدم التفاؤل لا تقتصر على روسيا فقط، ففي وقت سابق قال مسؤول بالبيت الأبيض، إن المحادثات ستجري بين الرئيسين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، حيث سيؤكد خلالها بايدن لنظيره الروسي دعم بلاده لسيادة أوكرانيا وسلامتها وقلقه إزاء نشاط موسكو على حدودها، وتوقع المسؤول عدم تحقيق أي تقدم جوهري خلالها.

تحذيرات أوروبية

قبل ساعات من القمة الافتراضية، حذّر الاتحاد الأوروبي من إمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال هددت أوكرانيا عسكريا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية “سيرد الاتحاد الأوروبي بالشكل المناسب على أي أعمال عدوانية إضافية بما في ذلك أي خرق للقانون الدولي وغير ذلك من الأعمال الخبيثة ضدّنا أو ضد جيراننا، بما في ذلك أوكرانيا”.

كما حذرت فرنسا من “عواقب استراتيجية ضخمة” في حال تعرضت روسيا لأوكرانيا.

وهدّد المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس بـ”عواقب” في حال غزت القوات الروسية أوكرانيا.

وقال شولتس في أول مقابلة تلفزيونية له بعد تسلمه مهامه: “موقفنا واضح جداً، نريد أن تكون حرمة الحدود محترمة من قبل الجميع، وأن يفهم كل طرف أنه في حال لم يحصل ذلك فستكون هناك عواقب”.

كما ندد حلف شمال الأطلسي بتعزيز الوجود العسكري الروسي عند الحدود الشرقية لأوكرانيا.

 

ضمانات مكتوبة

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب، بتصعيد النزاع مع كييف عبر إجراء مناورات في البحر الأسود وإرسال قاذفات للتحليق قرب الحدود الروسية.

وحذرت روسيا من خطر وقوع مواجهة كبيرة مع الغرب ما لم تفكر واشنطن وحلفاؤها بجدية في تقديم ضمانات أمنية لموسكو.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طلب من نظيره الأميركي خلال القمة الافتراضية تقديم ضمانات مكتوبة بعدم توسع الحلف الأطلسي باتجاه الشرق.

كما طالب بيان للخارجية الروسية الحلف بوقف إجراء مناورات عسكرية بالقرب من حدود روسيا، وإلغاء قراره الصادر عام 2008، الذي ينص على فتح الباب أمام انضمام جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف.

وأشار البيان الى أن هذا المقترح وغيره من المقترحات الأمنية سيتم الكشف عنها “في المستقبل القريب”.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في لقاء صحفي بموسكو إذا رفض خصومنا على الجانب الآخر تقديم أي تقديم ضمانات أمنية لموسكو فمن الحتمي أنهم سيجنون “مزيداً من التردي للوضع الأمني لها”.

حرب بالوكالة

يرى مراقبون للقمة الافتراضية أن الأفكار المتناقضة التي طرحت خلالها، واستبعاد بايدن إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا إذا تعرضت لهجوم روسي.

وتلويح البيت الأبيض باتفاق قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا على استراتيجية مشتركة “لفرض ضرر كبير وشديد على الاقتصاد الروسي” إذا تم الهجوم الروسي،

تشير إلى احتمال حدوث تصعيد قريب، لن تكون الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً مباشراً فيه على الأرجح.

حيث يمكن لواشنطن أن تورّط روسيا في حرب تشنها أوكرانيا ضد جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ولن يكون أمام موسكو أي خيار لتجنب هذه الحرب، بسبب وجود أكثر من نصف مليون مواطن روسي في الجمهوريتين قد يتعرضون للإبادة.

وتتكفل الحملة الإعلامية الغربية، بإلقاء اللوم على روسيا، وقبول “العقوبات الجهنمية” ضدها.

وإذا تم ذلك تكون واشتطن قد وجهت ضربة استباقية لتحالف موسكو وبكين غير المعلن، في مواجهتها.

حيث تدرك الولايات المتحدة صعوبة هزيمة روسيا عسكرياً، وإمكانية خنقها اقتصادياً.

في حين لا يمكن خنق الصين اقتصادياً، وفرص هزيمتها بالوسائل العسكرية ما تزال ممكنة.

كما تدرك واشنطن صعوبة تنفيذ أي من الخيارين في حالة استمرار تحالف موسكو وبكين الذي سيعلن بشكل رسمي، آجلاً أو عاجلاً.