لكل السوريين

محافظة درعا.. انتهاء عمليات التسوية في المنطقة الغربية ومصير مجهول بانتظار المقاتلين المحليين فيها

درعا/ محمد الصالح  

انتهت عمليات التسوية في قرى وبلدات المنطقة الغربية من محافظة درعا، ورفعت روسيا علمها على مراكز التسوية في هذه المنطقة، فيما اعتبره مراقبون رسالة موجهة للعالم، مفادها أنها هي المسيطرة على الحدود الأردنية والإسرائيلية وليس إيران.

كما خرجت الفرقة الرابعة، والميلشيات الموالية لإيران من هذه المنطقة، بما يشير إلى وجود اتفاقيات دولية ما، لم تكشف مضامينها وبنودها، ولم تعرف أطرافها بعد.

والتحق بمقرات الفرقة الرابعة في دمشق عشرات من العاملين ضمن صفوفها من أبناء المنطقة.

وكانت كتائب محلية من أبناء المحافظة، قد أكملت تسليم أسلحتها الخفيفة للفرقة، في قرية الشبرق الواقعة بين قريتي عين ذكر ونافعة في حوض اليرموك غربي درعا، ولم تلتحق بالفرقة بعد أن تمت مطالبة عناصرها بالانتقال إلى مقراتها في محافظة دمشق وريفها.

وبقي مصير العديد من المقاتلين المحليين التابعين للفرقة مجهولاً، ولا يعرفون ما ينتظرهم.

رفض الخروج

دعت قيادة فوج تابع للفرقة الرابعة، المجموعات العسكرية المحلية من أبناء المنطقة الغربية للالتحاق بمقراته في العاصمة دمشق، وهو ما رفضه كثيرون من عناصر هذه المجموعات، واعتبروه نقضاً لاتفاقية التسوية والمصالحة التي تمت في العام 2018، ونصّت على أن تقوم المجموعات المحلية المنخرطة ضمن صفوف الفرقة، بمهامها ضمن محافظة درعا، دون أن تغادر إلى محافظات أخرى.

وحسب مصادر محلية، التحق العشرات ممن يؤدون الخدمة الإلزامية في كتيبة محلية بمدينة طفس غربي درعا، بقيادة الفوج بدمشق، بينما توجه البعض ممن يحملون العقود المدنية إلى مقرات تابعة للفرقة في منطقة المليحة بريف دمشق.

كما قام بعض المقاتلين المحليين الذين يؤدون الخدمة الإلزامية في المنطقة، بالالتحاق بصفوف الفرقة بشكل إفرادي.

وسلمت بقية الكتائب المحلية أسلحتها لقيادة الفرقة قبيل انسحابها من المنطقة بأيام قليلة، ولم تلتحق بها، وتم إعطاء عناصر هذه الكتائب مهلة لكي يلتحقوا بالخدمة في بدمشق، ومع انتهاء المهلة تم اعتبار من لم يلتحق منهم بحكم الفار من الجيش.

مصير مجهول

يشعر كثيرون من المقاتلين المحليين الذين لم يلتحقوا بالفرقة الرابعة بحالة من الضياع، ورغم خضوعهم للتسويات وتسليم أسلحتهم، لا يستطيعون التحرك خارج المنطقة خوفاً من اعتقالهم على الحواجز والنقاط العسكرية التابعة للجيش والأجهزة الأمنية، حسب مصادر محلية من المنطقة.

وتشير هذه المصادر إلى أن بعض هؤلاء الشبان يسعون لمغادرة المنطقة عبر طرق التهريب باتجاه الشمال السوري، ومنه إلى تركيا أو لبنان، ثم إلى دول أخرى، لكي لا يتم اعتقالهم أو إلحاقهم بقطع عسكرية خارج المحافظة، لأنهم يخشون أن يتم زجّهم في جبهات قتال مع مقاتلين محليين في مناطق أخرى.

وتؤكد المصادر أن قادة المجموعات المحلية التي لم تلتحق بالفرقة الرابعة، يحاولون ضم هذه المجموعات إلى جهاز الأمن العسكري في المحافظة، دون مغادرتها إلى محافظات أخرى.

وتشير إلى أن المفاوضات ما تزال جارية بينهم وبين قسم الأمن العسكري بهذا الصدد.