لكل السوريين

200 وحدة استيطانية في رأس العين، و200 في إدلب، و282 في إعزاز، و250 في الباب على غرار المستوطنات الإسرائيلية.. تركيا تنشئ وحدات استيطانية في الأراضي السورية المحتلة

عمدت دولة الاحتلال التركي إلى إنشاء وحدة استيطانية في منطقة العمارنة بريف جرابلس المحتلة، شمال سوريا، وذلك لتوطين المُهجّرين من مناطق سورية أخرى وعائلات المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا فيها.

وتتألف الوحدة الاستيطانية من 800 وحدة سكنية، ومن المتوقع أن يضاف إليها 282 وحدة تحت مسمى “تجمّع عطاء السكني الاقتصادي، ومثله في مدينة إعزاز ويضم 400 وحدة استيطانية”.

ويصل مشروع التوطين إلى مدينة الباب أيضًا التي من المقرر بناء 250 وحدة استيطانية فيها، ومدينة رأس العين التي يجري التخطيط لبناء 200 وحدة استيطانية فيها، وفي إدلب يتم التخطيط لبناء 200 وحدة في بلدة أطمة.

وحول هذا، قال الرئيس المشترك للمجلس التشريعي للإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها، محمد علي العبو، إن دولة الاحتلال التركي عندما احتلت عفرين بدأت بإنشاء مثل هذه الوحدات السكنية، والأمر مستمر في جرابلس بهدف توطين السوريين الذين جلبتهم من مناطق متعددة من سوريا سواء من الغوطة الشرقية أو حمص أو إدلب.

وأكد محمد علي العبو في حديث لوكالة هاوار الإخبارية أن “هذا يؤثر سلبًا على التركيبة السكانية وله آثار سلبية كبيرة، هذه الأراضي لها سكانها الأصليون وقد تم تهجيرهم منها قسرًا، وتوطين آخرين بدلًا عنهم، وبالتالي خلق فتن وعدوات بين أبناء الشعب السوري في المستقبل وهذا ما تطمح إليه تركيا من خلال هذا المشروع الاستيطاني”.

واحتلت تركيا مدن جرابلس وإعزاز والباب خلال هجوم شنته في الـ 24 آب/ أغسطس عام 2016، ثم شنّت هجومًا على عفرين في الـ 20 من كانون الثاني/ يناير عام 2018، وتمكنت من احتلالها في الـ 18 من آذار/ مارس بعد 58 يومًا من المعارك.

وكان آخر هجوم شنته دولة الاحتلال التركي في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، قد أفضى إلى احتلال مدينتي تل أبيض ورأس العين.

وبعد احتلال المدن السورية، تعمل تركيا على تغيير ديمغرافيتها وتتريكها، بعد أن هجّرت السكان الأصليين قسرًا ووطّنت عائلات من مناطق سورية أخرى مكانهم.

ويرى العبو أن “تركيا تريد من هذا الأمر استخدام السوريين كأدوات بيدها وورقة تستخدمها متى تشاء من كافة النواحي وخاصة السياسية والعسكرية”.

وأضاف “وهذا واضح للجميع، حيث قامت تركيا بإرسال سوريين حولتهم إلى مرتزقة إلى ليبيا ومناطق أخرى، كل هذه الأمور تندرج تحت الفكر التوسعي الذي تريد من خلاله الهيمنة على المنطقة حتى ولو كان على أشلاء السوريين”.

وأشار الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في منبج إلى أن “كل هذه الإجراءات التوسعية والخبيثة التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي تأتي بدعم مباشر أو غير مباشر من الكثير من الدول الأوروبية وقطر”.

وتطرق محمد علي العبو عبر حديثه إلى مسالة خفض الدولة التركية منسوب نهر الفرات، ما يوشك على وقوع كارثة حقيقية في المنطقة تهدد البشر والبيئة.

وشدد العبو على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي كافة مسؤولياته تجاه عمليات الاستيطان بشكلها المخيف الذي يهدد مستقبل سوريا، وناشد في ختام حديثه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الخروج عن صمتها والتحرك لمواجهة إتجار تركيا بدماء السوريين.