لكل السوريين

توجه غير مسبوق من قبل الأهالي في حلب لاقتناء الألبسة من ’’ألبالة’’

حلب ـ بالتزامن مع الهبوط الغير مسبوق لليرة السورية أمام العملات الأجنبية، يتجه أهالي حلب كغيرهم من السوريين إلى البالة لشراء الألبسة، بعد أن أصبح شراء الألبسة الجديدة من المحالات بمثابة شراء أحجار كريمة بحسب ما وصفها الأهالي.

واعتمد أهالي حلب على البالة كحل بديل عن الألبسة الجديدة بعد أن تجاوز سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية حاجز الـ 1200 ليرة سورية، مما سبب دافعا للأهالي لارتياد بسطات البالة.

منى، شابة مقيمة في حي النجار في حلب، اعتادت مؤخرا الارتياد إلى البالة بغية الابتضاع، لكون الألبسة من المحلات أصبح بحسب منى في محض الخيال، تقول “الأسعار أصبحت لا تطاق، العديد من المواطنين عزفوا عن الذهاب إلى المحال، واتجهوا إلى شراء الألبسة من البالة”.

محجوب، صاحب محل ألبسة مستعملة ’’بالة’’، أشار إلى أن انخفاض الليرة أمام الدولار كان له تأثير سلبي على عمله، لأن رأس مال البضاعة أصبح غاليا هو الآخر، لا سيما وأن أصحاب البالة يشترون بضاعتهم بالدولار الأمريكي.

محجوب، البالغ من العمر بحسبه هو 43 عاما، نوه إلى أنه قبل أكثر من عام يبيع الألبسة المستعملة، وأن هذه الفترة هي الأقل إدرارا للربح عليه، مؤكدا أن التأثير شمل المستهلك والبائع.

أما أصحاب المحال التجارية، فقد عمد عديدهم إلى إغلاق محاله نظرا لعزوف الأهالي عن القدوم إليها، باستثناء البعض من أصحاب المردود المالي المتوسط، في حين أن البقية توجهوا قطعيا إلى البالة لاقتناء الألبسة ولا سيما الشتوية منها.

ويتراوح سعر الجاكيت الجديد في المحال بين الـ 18 إلى 20 ألف ليرة سورية، في حين أن سعر نظيره في البالة، وإن كان بأقل جودة منه فإنه لا يتعدى الـ 3000 ليرة، وهذا ما دفع الأهالي لقصد البالة عند شرائهم للألبسة.

إبراهيم عبدو، نازح من مدينة عفرين المحتلة شمال حلب، لفت إلى أن النازحين جلهم يتجهون صوب البالة، ولا يفكرون حتى بالذهاب إلى المحال، لأنهم يعرفون الأسعار مسبقا.

إبراهيم، أوضح أنه بسبب احتلال الغزاة لمدينتهم وقراها استاء وضعهم المعيشي مما جعلهم يفكرون فقط في تأمين لقمة العيش.

والجدير بالذكر أن أسواق بيع الألبسة المستعملة في سوريا نشطت بعد الأحداث، وذلك لعدة أسباب منها النزوح وتراجع الوضع المعيشي للمواطنين نتيجة تفشي البطالة والفقر في المجتمع، إضافة لانخفاض قيمة الليرة السورية بشكل متسارع مؤخراً.