لكل السوريين

عين عيسى؛ بوابة لكبت الجماح التركي من عدمه!

هــارون إبـــراهــيــــم

منذ مدة قريبة تحاول تركيا بكل الوسائل وعبر مرتزقتها الهجوم على عين عيسى والسيطرة على تلك المنطقة رغبة منها في توسيع دائرة احتلالها في المنطقة، وكذلك تحاول تركيا الاستفادة من جملة من الظروف الدولية والإقليمية وحالة شبه الفراغ السائدة في الإدارة الأمريكية.

محاولة تركيا الهجوم عبر المرتزقة هو من أجل الوصول إلى خط استباقي يكون بمثابة الخط الدفاعي الأول حال أي تطور لاحق في المنطقة مع بداية العام الجديد، بمعنى إنها تسعى لتقديم خطها الأول من المناطق التي هي تتواجد فيها الآن إلى مناطق أخرى لتكون المناطق الجديدة هي المناطق التي يتم النقاش حولها حال أي تطور لاحق لا تلك المناطق التي هي الآن موجودة فيها وتحتلها، ناهيكم عن الرغبة التركية الواضحة في هذا الإطار وهو العمل على قطع كوباني عن المناطق الأخرى في شمال وشرق سوريا بالمحصلة معاداة واضحة وبكل السبل ضد مشروع مكونات شمال وشرق سوريا وتجربتهم الديمقراطية المتمثلة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

استمرار الصمت الروسي وحتى صمت التحالف لا يترجم علمياً الاتفاقات والتفاهمات التي تمت مع تركيا وامريكا من جهة ولا بين روسيا وتركيا من جهة أخرى في سوتشي العام الفائت، بمعنى إن المناطق التي يتم هجومها الآن في عين عيسى وتخومها هي مناطق خارج المناطق التي تم تحديد التواجد التركي فيها (عمق 32 كم)، طبعاً لا أريد يفهم البعض وكأن المناطق التي تحتلها تركيا هي مناطق مشروعة لتركيا وعين عيسى هي مناطق خارج الحقوق التركية في التدخل. بالمجمل كل المناطق السورية التي تتواجد فيها تركيا هي مناطق محتلة ولابد من أن تكون المواقف حيال تركيا ودورها واضح ومنعها من الاستمرار بهذه العنهجية والفوضى وتأجيج الحرب.

بالعودة إلى الدور الروسي وما تم تداوله عن إنه هناك ضغط على قسد من أجل أن تقوم الأخيرة بتسليم عين عيسى للنظام، هذه السياسة الروسية غير أخلاقية طبعاً في حال وجود هكذا ضغوطات لأنه وحسب متابعتنا سمعنا من المسؤولين الرسميين في الإدارة الذاتية إنه لا ضغط ولا عرض روسي في هذا الإطار ولكن هناك إعادة انتشار للقوات المشتركة وتوسيع النقاط في تلك المنطقة. التدخل التركي الجديد في أي منطقة أخرى هي نسف للتفاهمات التي تمت مع تركيا مع كل من أمريكا وروسيا وأيضاً خطر كبير على سوريا وشعبها وحتى على روسيا ذاتها، بمعنى التواجد التركي في عين عيسى أو حتى وصولها إليها لن تكون في مصلحة روسيا في حال كان هناك مخطط خفي بين تركيا وروسيا مفترض حول عين عيسى.

تركيا اليوم تعاني من أزمات واضحة وعلى كافة الأصعدة والمجالات وأساساً كل ما اتفقت عليه وما ستتفق مع أي طرف أخر في المستقبل القريب لن تستطيع تركيا من الإيفاء بها- نحن نتحدث عن الوعود- حيص الخيار القادمة أمام تركيا صعبة ولن تستمر تركيا بذات الوتيرة التي تعودت عليها في العام الأخيرين خصوصاً ومنذ تسلم أروغان في مطلع العام 2000 للسلطة في تركيا.

موضوع عين عيسى كما سائر المناطق المحتلة من قبل تركيا اليوم هو موضوع سوريا، موضوع هل سيكون هناك حل وتوافق ام لا؟ موضوع متعلق بقضية وحدة سوريا، كذلك موضوع شرعنة التواجد التركي في سوريا من عدمه. لذا كل القوى الحريصة على كل ما تم ذكره في حال لم تتحرك نحو الحد من هذه الممارسات التركية ستكون سوريا ومع العام الجديد امام فوضى جديدة وتأزيم للأمور بشكل أعمق وأكثر. تركيا لن تتردد في خلط الأمور ببعضها البعض هي تدرك تماماً صعوبة المرحلة القادمة وبالتالي وحدة المواقف ضدها على الأقل خلال الفترة القليلة القادمة مهم وضروري ريثما تتوضح بعض المعالم في سوريا والمنطقة مع بداية العام الجديد على وجه الخصوص على الصعيد السياسي.