لكل السوريين

الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام “كوبرنيكوس” دعماً لجهود مكافحة الحرائق في ريف اللاذقية

أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، تفعيل نظام “كوبرنيكوس” للمراقبة عبر الأقمار الصناعية، بهدف دعم جهود الحكومة السورية في إخماد الحرائق الحراجية المشتعلة في ريف محافظة اللاذقية، والتي دخلت يومها السابع متسببة في أوضاع إنسانية معقدة ونزوح آلاف السكان.

ويُعتبر “كوبرنيكوس” أحد أهم أنظمة المراقبة البيئية التابعة للاتحاد الأوروبي، ويعتمد على بيانات دقيقة ترسلها الأقمار الصناعية لتقديم معلومات آنية حول الكوارث الطبيعية، وتغير المناخ، والزراعة، الأمر الذي يتيح استجابة طارئة أكثر كفاءة، ويسهم في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية واللوجستية على الأرض.

وفي هذا السياق، أوضحت المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، في تغريدة نشرتها على منصة “إكس”، أن حرائق الغابات في سوريا تسببت في نزوح الآلاف، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنى التحتية والخدمات الحيوية، وهددت المجتمعات الريفية في المنطقة، مشددة على أن تفعيل النظام يأتي في إطار “دعم الاستجابة المحلية من خلال تزويد الجهات المختصة بصور أقمار صناعية وتحليلات فورية تساعد في اتخاذ القرارات العاجلة”.

وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، قد كشف يوم أمس عن تواصل رسمي مع الاتحاد الأوروبي لطلب المساعدة في مواجهة الحرائق، وهو ما أكده القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا، ميخائيل أونماخت، معرباً عن “استعداد الاتحاد لتقديم الدعم الكامل للجهود المبذولة على الأرض”.

وتأتي هذه الاستجابة الأوروبية بينما تواصل فرق الإطفاء والدفاع المدني عملياتها الميدانية المكثفة، بمساندة الطائرات، لمحاصرة النيران المتقدمة في عدة مناطق أبرزها منطقة الشيخ حسن بجبل التركمان في ريف اللاذقية، وسط صعوبات كبيرة في الوصول إلى بؤر الاشتعال نتيجة التضاريس الجبلية المعقدة والوديان الوعرة.

من جانب آخر، أعلن مدير الدفاع المدني السوري في الساحل، عبد الكافي كيال، أن الفرق تحرز تقدماً ملموساً في مكافحة الحريق، مشيراً إلى تقليص عدد البؤر المشتعلة وتبريدها، وفتح طرق جديدة لتقسيم مواقع الحريق، ما ساهم في منع امتداد النيران إلى مساحات إضافية.

وأكد كيال أن الساعات القادمة قد تشهد إعلان السيطرة الكاملة على الحريق، تليها مرحلة تبريد واسعة النطاق، ومراقبة ميدانية مستمرة لضمان عدم تجدد الاشتعال، مشيداً بتكامل الجهود الوطنية والدولية، بما في ذلك فرق الإطفاء القادمة من تركيا والأردن ولبنان وقبرص، بالإضافة إلى وجود بعثات تابعة للأمم المتحدة تجري تقييمات عاجلة لتحديد حجم الأضرار وتقدير الاحتياجات الإنسانية الفورية.

وفي إطار الاستجابة المحلية، أطلق محافظ اللاذقية، محمد عثمان، ووزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، حملة مجتمعية تحت عنوان “بأيدينا نحييها”، تهدف إلى إعادة تشجير الغابات المحترقة، وترميم الجبال المتضررة، وتقديم الدعم اللازم للأسر المتأثرة من الكارثة.

- Advertisement -

- Advertisement -