لكل السوريين

أكثر من 1000 هجمة.. الاحتلال التركي يكثّف استهدافه للمدنيين والمنشآت الحيوية في الإقليم، ودمشق في سبات شتوي!

كثّفت دولة الاحتلال التركي من استهدافها للمنشآت الحيوية والمناطق الآهلة بالسكان في إقليم شمال شرقي سوريا، ما سبب أضرارا كبيرا، وأدى إلى استشهاد مدنيين.

وبعد فترة استقرار بعض الشيء، عاودت دولة الاحتلال التركي خلال الأسبوعين الأخيرين استهداف عدة مصادر للطاقة، ومشافي ومدارس، في كل من كوباني والقامشلي وعامودا وعين عيسى، حيث تعتبر تلك المناطق مكتظة بالسكان.

وصعدت دولة الاحتلال التركي من هجماتها ضد إقليم شمال وشرق سوريا منذ ليل الأربعاء 23 تشرين الأول، أدت إلى استشهاد 18 مواطناً بينهم طفلة، وإصابة 65 آخرين.

وتركزت الهجمات على المنشآت الحيوية والبنية التحتية الخدمية في إقليم شمال وشرق سوريا، وكذلك ممتلكات المواطنين، من شركات تجارية ومعامل، استخدم فيها الاحتلال التركي الطائرات المسيّرة والحربية. واستهدف بشكل خاص محطات رئيسة للنفط والغاز، ما أدى إلى تدميرها وإخراج 30 منها عن الخدمة، ضمن مناطق مترامية في الإقليم.

واعتاد أهالي شمال شرقي سوريا على الاستهداف التركي، الذي تمارسه أنقرة بشكل متكرر، تحت حجج واهية، ضاربة بعرض الحائط ما يسمى بحسن الجوار.

وتركز القصف التركي على البنى التحتية مستهدفةً محطات المياه والغاز والكهرباء، إضافة إلى المرافق الصحية، والأفران، والحواجز، خصوصاً في ريف الحسكة وكوباني، كما أدَّت الهجمات إلى استشهاد مدنيين، ووقوع إصابات.

وأدى القصف إلى استشهاد 8 عمال بمحطة للغاز في السويدية بريف القامشلي، شمال الحسكة، جراء غارة جوية للاحتلال التركي، كما أُصيب 15 مدنياً بإصابات متفاوتة.

القصف التركي أدى أيضا إلى استشهاد إعلامي تابع لقوى الأمن الداخلي في كوباني، بعد استهداف المدينة بطائرة تركية مسيرة.

وفي تل رفعت بريف حلب الشمالي، ارتفعت حصيلة الشهداء المدنيين إلى 4 أشخاص، بينهم طفلة، نتيجة قصف مدفعي تركي استهدف منازل المدنيين الأسبوع الماضي.

وأدانت الإدارة الذاتية القصف التركي وعدَّته «انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والمواثيق الدولية»، لافتة إلى أن دولة الاحتلال التركي لا تحترم سيادة الجوار، ولا تفرق في قصفها على مناطق إقليم شمال شرقي سوريا، بين تجمعات سكنية مدنية أو منشآت حيوية.

وتسبب القصف التركي في خروج أكثر من 30 مركز حيوي عن الخدمة، كما ذكر سابقا، خلال الفترة الماضية، والتي ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعار المحروقات والغاز المنزلي، كما أدى القصف إلى توقف بعض محطات الكهرباء والمياه عن العمل.

ووصل عدد الغارات التركي إلى 1031 غارة بحسب آخر إحصائية رسمية، أدت في مجملها إلى ضرر جسيم يحتاج إلى وقت طويل حتى تستطيع المنشآت الخدمية إعادته للخدمة.

وفي ظل تكثيف دولة الاحتلال التركي للقصف على مناطق شمال شرقي سوريا، تلتزم كل من روسيا الاتحادية والحكومة السورية، والولايات المتحدة الأمريكية الصمت حيال النشاط العدواني الأخير والمستمر الذي تمارسه حكومة أنقرة.

ويرى الكثير من المحللين والمراقبين للوضع السوري، أن الاستهداف التركي المتكرر لمناطق إقليم شمال وشرقي سوريا، يعكس بأن دولة الاحتلال التركي، دائما ما تحاول ربط ما يجري داخل الأراضي التركية بقوات سوريا الديمقراطية، ومناطق الإقليم بشكل عام.

وتشهد الفترة الأخيرة، محاولات من قبل مسؤولون أتراك للتقرب والتطبيع العلني الرسمي مع حكومة دمشق، والتي على ما يبدو أنها التزمت الصمت حيال الاستهداف التركي المتكرر لمناطق شمال شرقي سوريا، لكي لا يؤثر ولا بشكل بسيط على سير العلاقات التي لم تتجاوز خط الصفر.