حماة/ جمانة الخالد
تتركز زراعة التبغ في منطقتي حماة والغاب وسط سوريا، ويعاني مزارعو التبغ من تحديات كبيرة في موسم الزراعة الحالي، رغم الأسعار التشجيعية التي أعلنتها المؤسسة العامة للتبغ لشراء المحصول.
وتتمثل المعاناة في نقص توفير المازوت والسماد اللازمين للمزارعين، مما دفعهم لتقليص المساحات المزروعة هذا العام. اقتصرت الزراعة على المساحات التي يستطيعون تغطية تكاليفها بأنفسهم.
وبلغت المساحة المزروعة بالتبغ في الغاب نحو 7425 دونماً من أصل 12 ألف دونم كان مخططًا لها، بينما في حماة تم زراعة 7550 دونماً من أصل المخطط له 11 ألف دونم. وأرجع مزارعون هذا التراجع إلى صعوبة تأمين المحروقات والسماد، معتبرين أن ضعف التمويل وارتفاع التكاليف هما العقبتان الأساسيتان.
ولفت المزارعون إلى أن توزيع المازوت كان يجب أن يتم في نيسان/أبريل الماضي للفلاحة والري، ولكن هذا لم يحدث. ورغم قرار المحافظة بتوفير 200 ألف ليتر من المازوت للمزارعين المرخصين، إلا أن هذا القرار استفاد منه فقط 50% من المزارعين، بسبب اقتصار التوزيع على أصحاب التنظيم الزراعي.
من جهة أخرى، توقعت مصادر في المؤسسة العامة للتبغ أن يصل الإنتاج في حماة والغاب إلى 3.5 آلاف طن من صنفي البرلي وفرجينيا، مع افتتاح مراكز شراء لتسهيل عملية النقل على المزارعين.
ويُعتبر القطاع الزراعي في سوريا أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث يوفر فرص عمل لشريحة كبيرة من السكان، خاصة في المناطق الريفية. يعتمد الإنتاج الزراعي في سوريا على الزراعة المروية والبعلية، ويشمل محاصيل رئيسية مثل القمح والشعير والقطن، لكنه تعرض لأضرار كبيرة خلال السنوات الماضية، بما في ذلك نقص الموارد وتراجع الإنتاج.
زلم تتحرك الحكومة لمعالجة الأزمات المتتالية التي أضرت بالقطاع الزراعي، بل أسهمت سياساته القمعية في تفاقم المشكلات الاقتصادية. حيث تعاني معظم المناطق من انقطاع الكهرباء، وسط غلاء المحروقات وصعوبة الحصول عليها، ما دفع المزارعين إلى اللجوء إلى حلول بدائية مثل استخدام الحمير والبغال للتنقل وحراثة الأرض.