لكل السوريين

حركة شبه معدومة.. استمرار واشتداد أزمة النقل في طرطوس

طرطوس/ أ ـ ن

إن عدم حصول وسائل النقل على مخصصاتها من المحروقات بشكل كامل ومناسب، أدى الى استمرارية وتجدد ازمة المواصلات في طرطوس وبين احياءها وبين المدينة وبين ضواحيها والقرى، وهذا ما اثر بشكل كبير على حركة لطلاب الى جامعاتها حيث بدأت امتحانات الفصل الثاني، وطلاب امتحان التكميلية للشهادة الثانوية العامة وخاصة بعد أن تم تحويل جميع الطلاب الراغبين بالإعادة الى مركز المدينة من مختلف المدن والقرة التابعة لمحافظة طرطوس، إضافة الى ذلك صعوبة وصول الموظفين والعمال الى أماكن عملهم في طرطوس، مما أدى الى شلل شبه كامل وازدحام كبير، مضافا الى كل ذلك مزاحية سائقي السرافيس وتحكمهم بالأجور والركاب ولا رقيب ولا حسيب.

السيد جمال من مواطني صافيتا أخبرنا ما يلي: أنا موظف في بلدية طرطوس ومنذ ساعتين انتظر وسيلة مواصلات تنقلني الى طرطوس لأصل الى مكان عملي، إن أزمة النقل المتجددة بكل طرطوس واشتدت خلال هذا الأسبوع وخاصة في أوقات الذروة، انطلاقا من مناطق المحافظة باتجاه مدينة طرطوس، ويضطر السكان للانتظار لساعات طويلة، ليحظوا بوسيلة نقل تنقلهم إلى أماكن عملهم والطلاب إلى مراكز امتحاناتهم وطلاب اخرين الى جامعاتهم،  ويشار ان الطلاب باتوا يتوجهون إلى كراج الانطلاق قبل ساعات من توقيت الامتحان في جامعتي طرطوس وتشرين، خوفا من عدم الوصول في الوقت المحدد وحرمانهم من تقديم المادة، والموظفين الذين يسكنون في أنحاء المحافظة وضواحيها ومدنها وقراها ويتجهون إلى مركز المدينة للالتحاق بوظائفهم ، حيث أنهم يعانون جدا ويجدون صعوبة كبيرة في الحصول على وسيلة نقل.

السيدة أمينة موظفة في مؤسسة الكهرباء بطرطوس اضافت قائلة: يمكنني تشبيه قصة الموظفين وقدرتهم بالحصول على وسيلة النقل يعود على مدى براعتهم بلعبة الملاكمة والمصارعة الرومانية والحرة وقدرتهم على الجري السريع والأهم لياقتهم المفيدة لهم بسباق الماراتون وكل ذلك من أجل للوصول إلى وسيلة المواصلات والطحش والدفش للحصول على مقعد مشترك او جزء من مقعد، ورغم ذلك تكون النتيجة الوصول متأخرين إلى عملهم.

لكن للسائقين كان لهم كلاما آخر، فالسيد رامز وهو سائق على خط الدريكيش طرطوس، تكلم بألم شديد وقال: انه لم يتمكن من الحصول على مخصصاته من المازوت منذ البارحة ظهرا، رغم انه اضطر للانتظار في الكازية لأكثر من أربع ساعات، حيث ازدحام شديد للسيارات ومزاجية صاحب الكازية والفوضى والصراخ والحر الشديد والرطوبة الكبيرة، بحيث ان الانسان يصبح  معكر المزاج والمظهر ولا يستوعب كلمة من أيا يكن، الانسان يكره لباسه، ولفت إلى أن عدم الحصول على المخصصات أدى إلى انخفاض حصة السرافيس من المازوت لأقل من النصف، وحدوث أزمة نقل خانقة، وبكل بساطة إن سبب أزمة النقل المتجددة باستمرار هو نقص المحروقات لأقل من نصف المخصصات ، وحل أزمة النقل اليوم مرهون بتوفر المادة، والا سيلزم السائقين المقطوعين من المحروقات ، بالبحث عن السوق السوداء والاسعار الجهنمية، مما يضطر السائقون الى زيادة عدة الركاب حيث يصبح بالمقعد الواحد 5الى 6 ركاب والمقعد مخصص لثلاثة ركاب، ما يعني ان البشر تجلس فوق بعضها البعض، اضافة الى رفع الأجرة لتعويض جزء من غلاء المحروقات بالسوق السوداء.

السيدة منى وهي من الضواحي اشارت الينا الى مسالة في السياق العام وقالت: قصة الازدحامات والفوضى والعشوائية هنالك موضوع اخر جميع الناس تتألم منه ويتعلق بالفوضى التي تعم سوق خضار الكراج القديم، حيث يتلاعب التجار بالأسعار ويبيعون الخضار التالفة، وسط غياب الرقابة، ويتعمد الباعة وضع الأصناف الجيدة والطازجة والنظيفة بطريقة جميلة على الواجهة، وعندما يبيعون للسكان يختارون أصنافا جيدة وأخرى تالفة وموجودة لديهم منذ أيام، نحن نعيش أزمات ومتعددة  متتالية، في حين يفتقر كثير من السكان لتأمين أدنى الاحتياجات الأساسية في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد، ويعاني السكان بجانب سوق الخضار عند الكراجات القديمة وعاملو الخطوط الحديدية بطرطوس من تجمع القمامة بالقرب من منازلهم الموجودة بجانب الكراجات ومن انتشار الروائح الكريهة المزعجة، وانتشار الحشرات والقوارض، وهذه المعاناة ليست جديدة حيث تم رفع شكاوى عديدة بشأنها للجهات المعنية طيلة السنوات السابقة للمدينة والبيئة والمحافظة، والحلول لم تكن تتجاوز الأيام لتعود المشكلة للواجهة من جديد، وغني عن الذكر أن هذه المشكلة تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة وتفاعل المواد العضوية وعدم قدرة المواطنين على إغلاق نوافذهم، وحتى لو تم ترحيل القمامة يومياً فالموقع يحتاج للغسل والتعقيم أيضا، فيما يستمر رمي بقايا الخضار والفواكه واللحوم والأسماك الناتجة عن عمل السوق في شارع بردى شرق سوق الكراجات بمحاذاة سور الخطوط ومساكن العاملين في الفرع، الأمر الذي انعكس على المنطقة بأكملها من ناحية التلوث، إضافة إلى المنظر غير الحضاري، وعلى أمل أن تلقى شكوى المواطنين الحل والاستجابة.