لكل السوريين

استمرار الحرب يهدّد بتدمير السودان.. والهدنة انهارت قبل أن تبدأ

بعد تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار يدعو إلى هدنة في السودان خلال شهر رمضان،

لم تنجح الجهود الرامية إلى وقف القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع خلال الشهر الكريم،

ويبدو أن الهدنة قد انهارت قبل أن تبدأ بسبب انعدام الثقة التام بين طرفي القتال في السودان.

ويرى متابعون للشأن السوداني أن قرارات مجلس الأمن الداعية إلى وقف القتال في السودان غير مجدية دون وضع آليات فعّالة لتنفيذها، رغم كل التحذيرات الأممية من استمرار المعارك العنيفة الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

حيث حذرت الأمم المتحدة من أن “الحرب والجوع يهددان بتدمير السودان بالكامل”.

وذكر برنامج الأغذية العالمي من أن هذه الحرب “قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم في بلد يشهد أساساً أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي”.

ومع أن قوات الدعم السريع رحبت بقرار مجلس الأمن، لم يلتزم الجيش بقرار الهدنة واستعاد السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان من قوات الدعم السريع.

وأقر مستشار قوات الدعم السريع عمران عبد الله بخسارة المبنى وقال من خلال حسابه في منصة إكس إن قوات الدعم السريع خسرت الإذاعة بسبب ما أسماه “خرق الجيش لهدنة رمضان التي أقرها مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي”.

وذكر أن قيادة الدعم السريع التزمت بقرار المجلس “من أجل تهيئة الظروف للمدنيين لصيام الشهر الكريم، ولتسهيل وصول المساعدات الإنسانية”.

اتهامات متبادلة

رحبت قوات الدعم السريع بدعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الرامية لوقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان المبارك.

وقالت في بيان نشر على منصة إكس إنها “تأمل أن تسهم هذه الخطوة في تخفيف معاناة السودانيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل حركة المدنيين”.

وأعرب البيان عن الأمل في “أن يجري استغلال هذه الخطوة لبدء مشاورات جادة نحو بدء العملية السياسية التي تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق الأمن والاستقرار والوصول إلى حل شامل للأزمة السودانية من جذورها وإعادة تأسيس بلادنا على أسس جديدة عادلة”.

وأكد البيان استعداد قوت الدعم السريع “للحوار حول آليات مراقبة متوافق عليها لضمان تنفيذ الهدنة وتحقيق الأهداف الإنسانية المطلوبة”.

في حين قال مسؤول كبير بالجيش السوداني عبر تطبيق تيليغرام “لن تكون هناك هدنة بالسودان خلال شهر رمضان، ما لم تغادر قوات الدعم السريع شبه العسكرية المنازل والمواقع المدنية”.

وقال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي إن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، “أكد عبر رسالة رسمية موافقته على دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش لوقف القتال خلال شهر رمضان”.

ولكنه أشار إلى أن “تمسك البرهان بإلزام قوات الدعم السريع يأتي تنفيذاً لاتفاق جدة الموقع في أيار الماضي بخصوص خروج الدعم السريع من الأعيان المدنية”.

دعوات دون جدوى

وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد دعا إلى وقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان المبارك مع تدهور الأوضاع في البلاد.

وأيدت 14 دولة النص الذي اقترحته بريطانيا ويدعو “كل أطراف النزاع للسعي إلى حل مستدام للنزاع عبر الحوار”، وامتنعت روسيا عن التصويت عليه.

وانعقدت جلسة مجلس الأمن بعد يوم واحد من دعوات أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة لطرفي النزاع في السودان إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.

كما دعا أنطونيو غوتيريش طرفي النزاع إلى “السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن وبلا عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط المواجهة”، وحث الطرفين على حماية المدنيين.

وخلال اجتماع المجلس وجه نداء إلى “جميع الأطراف في السودان لاحترام قيم رمضان من خلال وقف الأعمال العدائية”.

ودعوة مجلس الأمن لوقف القتال في السودان ليست جديدة، إذ سبق أن دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار، دون أن تلاقي الدعوة التزاماً من قبل الجيش أو الدعم السريع، يؤسس لإنهاء القتال المستمر منذ الخامس عشر من شهر نيسان من العام الماضي.