لكل السوريين

بزخم أقل من المعتاد.. انتفاضة السويداء تنفّذ مظاهرتها المركزية والأهالي يتصدون لعمليات التحطيب الجائر

السويداء/ لطفي توفيق

نفّذت محافظة السويداء تظاهرة الجمعة المركزية للتأكيد على مطالب الحراك الشعبي، والدعوة للتغيير السياسي، وتطبيق القرار الأممي 2254.

واجتمع المئات من مختلف مناطق المحافظة في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، حيث لا تزال وفود الريف والتجمعات المهنية ذات الطابع المدني والأحزاب والتيارات السياسية، تشكّل الكتلة الأكبر في الحراك.

وهتف المحتجون للحرية والعدالة الاجتماعية، طالبوا بتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة، وبالإفراج عن المعتقلين السياسيين، ورددوا الأهازيج الشعبية التي تحمل مطالبهم، ورفعوا لافتات توضح هذه المطالب إضافة إلى أغصان الزيتون والورود.

ويلاحظ أن أعداد المشاركين في هذا اليوم هي الأقل بين أيام الجمعة، منذ انطلاق الحراك الشعبي قبل حوالي ستة أشهر، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها عامل الطقس، حيث تسجل درجات الحرارة في هذه الفترة أدنى انخفاض لها.

ومنها الظروف الموضوعية الأخرى، كالأوضاع الاقتصادية المتردية، وعدم قدرة الناس على التنقل، وطول فترة الحراك وطابعه الثابت الذي بدأ يفقده تدريجياً حالة الزخم، وفق ما أفاد أحد الناشطين المشاركين بالاحتجاجات.

واستمرت الوقفات الاحتجاجية المسائية اليومية في مختلف مدن المحافظة وبلداتها وقراها.

مواجهة التحطيب الجائر

على صعيد آخر، تداعى الأهالي ومنهم ناشطون في الحراك الشعبي، في مناطق متعددة من المحافظة إلى حماية كرومهم مع تفاقم عمليات التحطيب الجائر للأشجار الحراجية والمثمرة بقوة السلاح، وتحت رؤية ومسمع السلطات التي لم تحرك ساكناً لمواجهة هذه  التعديات.

وخرج العشرات من أبناء بلدة الكفر شرقي السويداء، في دوريات “لحماية ما تبقى من حرش البلدة وأشجارها المثمرة” وفق ما أفاد أحد أبناء البلدة.

وفي بلدة عرمان بريف السويداء الشرقي، تم تشكيل مجموعة وتوظيفها لحراسة البساتين في المنطقة، وتخصيص ميزانية من المزارعين لضمان استمرارها، وباشرت المجموعة عملها.

وفي مدينة السويداء، اتفقت إحدى أكبر العائلات فيها على تسيير دوريات على مدار الساعة لحماية أملاكها في منطقة “ظهر الجبل” شرقي المدينة، نظراً لتراخي الجهات المعنية وعدم قيامها بواجباتها في التصدي لعمليات التحطيب الجائر.

وأكدت العائلة استنادها على ميثاق “قتيل العار لا دية ولا ثار”، الذي توافقت عليه عائلات مدينة السويداء سابقاً، وأشارت إلى أن “تواجد أي شخص في أرضنا بهدف التخريب وقطع الأشجار فإن دمه مهدور”.

ودعت العائلة في بيان، كافة أبناء المحافظة للتكاتف ضد العابثين بالثروة الوطنية، التي تعتبر “المصدر الوحيد لعدد كبير من أبناء المحافظة”ـ

وفي مناطق أخرى من المحافظة مازالت عمليات التصدي للتحطيب الجائر تقتصر على مبادرة فردية أو جماعية من قبل ابنائها، في ظل مؤشرات واضحة على تحوّلها إلى مجموعات منظمة ودائمة أسوة بالمناطق الأخرى.