أدى ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في محافظة حلب، شمال سوريا، إلى امتناع الكثير من الأرامل ومعيلات الأسر الفقيرة عن شرائها، في وقت تواصل الأسعار التحليق باعتبار أن الشتاء يزيد من ارتفاعها.
وعلى الرغم من كون محافظة حلب تعد المحافظة الاقتصادية الأولى في سوريا إلا أن نسبة الفقر فيها تزداد بشكل ملحوظ، وتتحمل الأرامل الهم الأكبر من ناحية تأمين متطلبات الحياة اليومية، بسبب فقدان المعيل.
مراسلنا في حلب أجرى بعض لقاءات مع عدد من النساء الأرامل، وكانت جميع الكلمات توحي إلى أن الخضار والفواكه باتت تثير مخاوف تلك العائلات، لا سيما وأن البطالة ازدادت أثناء فترة الحرب التي تشهدها البلاد على العموم.
تقول ” ميادة ٣٤ عام ” من مدينة حلب وهي موظفة في القطاع العام وتتقاضى حوالي ١٨٠ ألف ليرة شهرياً بأن راتبها الشهري لا يكفي لشراء الخضروات أما الفاكهة فالأغلب أصبح يستغني عنها أو يشتري بالحبة.
وأوضحت قائلة :” اعمل بدوام مسائي في أحد مشاغل الخياطة بالقرب من بيتي وزوجي أيضاً موظف ويعمل مساءً كسائق سيارة أجرة كي نستطيع تدبر أمورنا وسد المصاريف الباهظة “، وتشكي بحسرة ” الله يعين الفقير”.
و ما زالت أسعار الخضار والفواكه تتأرجح دون هوادة على كفة ميزان الباعة يدفع ضريبتها مواطن الدخل المحدود على أمل أن يحدث التوازن بين قدرته الشرائية والأسعار المطروحة.
وفي لمحة عن آخر الأسعار في بعض الأسواق المركزية لأسعار الخضار كالتالي البطاطا تتراوح بحسب نوعها 5000-6000 والبصل 5000ومثله للسبانخ بينما البندورة تراوحت بين 4000-6000 بحسب جودتها والليمون 6000 والكوسا 3000 والباذنجان 5000 والنعناع والبقدونس تراوح 1000-1500 والبامية 13 الفاً والخيار 7000-10000 ليرة.
بينما الفواكه والحمضيات ليست بأحسن الحال فقد سجل سعر كيلو التفاح بحسب نوعيته من 5000 ليصل 14ألفاً للنوعية الجيدة واليوسفي5000 والعنب تراوح بسعر 10-20 ألفاً بينما الموز البلدي تخطي 35 الفاً ومنه 45 الفاً والرمان 5000.
وعن واقع البيع والشراء في سوق الهال ذكر أحد التجار أن هنالك حركة جمود في البيع والشراء بسبب ارتفاع أجور النقل وهذا ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخضار في الأسواق المتفرعة حيث أن أدنى كلفة للنقل بسعر 25 ألفاً تحكمها المسافة لتتدرج وتصل 100 الف، بينما أجور النقل بين المحافظات ارتفعت لتصل كلفة الطلبية الواحدة بحدود المليون ونصف ، مضيفاً أنه بعد 11/15 تبدأ الخضار البلاستيكية والشتوية بالتدفق من الساحل السوري وهنا يتوقع ارتفاعاً واضحاً للأسعار نتيجة كلفة النقل المرتفعة.
وبحسب آخر إحصائية لمنظمات دولية فإن حوالي 90 في المائة من السوريين يرزحون تحت خط الفقر، بينهم ما يتجاوز الـ 70 قد اجتازوا حاجز الفقر المدقع.
ووسط هذه الأوضاع المأساوية، تتواصل معاناة النساء ولا سيما الأرامل على وجه التحديد في تأمين لقمة العيش للأطفال، في ظل غياب الدعم من قبل الحكومة السورية، لكون نسبة الأرامل تكثر في المحافظات التي تسيطر عليها حكومة دمشق.
وتتصدر محافظة طرطوس الساحلية، قائمة المحافظات السورية التي تكثر فيها الأرامل، بحسب تحقيق كانت قد أجرته صحيفة الشرق الأوسط قبل نحو عامين.