لكل السوريين

الألغام ومخلفات الحرب.. خطورة مستمرة في محافظة درعا وجهود إزالتها خجولة

درعا/ محمد الصالح

ما تزال مخلفات الحرب المنتشرة في معظم أنحاء محافظة درعا تحصد أرواح المدنيين فيها وتعرض الكثير منهم لإعاقات جسدية واضطرابات نفسية لا تزول بسهولة، كما تشكّل الألغام الأرضية خطراً كبيراً يهدد حياة العديد من سكانها، في ظل عدم قيام الحكومة ومنظمات المجتمع الدولي بجهود جديّة للمساعدة في البحث عن هذه المخلفات وإزالتها لإنقاذ الأرواح.

وأصبحت هذه الألغام من أسوأ المخاطر التي يعاني منها الأهالي، وخاصة في المناطق ‏الغربية بالمحافظة التي كانت منطقة نزاع وتوالت السيطرة عليها مجموعة من الفصائل المسلحة ‏منها تنظيم داعش، ‏ولذلك تتواجد فيها كميات كبيرة من مخلفات الحرب والألغام، إضافة إلى بعض المناطق الشرقية مثل ‏بلدات الطيبة وأم المياذن وكحيل وصيدا واللجاة ومدينة ازرع، إضافة إلى مناطق بالريف الشمالي من المحافظة في مدينة الصنمين وبلدات كفر ‏شمس، ودير العدس.

حيث تسببت انفجاراتها بوقوع العديد من القتلى والإصابات الخطيرة معظمهم من الأطفال، على مدى السنوات الماضية.

خطورة مستمرة

حسب إحصائيات منظمة الهلال الأحمر السوري، وقعت حوالي 323 حادثة أسفرت عن وفاة 174 شخصاً وإصابة 498 شخصاً، بينهم نحو 158 طفلاً، منذ تطبيق اتفاقية التسوية في محافظة درعا عام 2018 وحتى شهر حزيران من العام الماضي.

وأشارت بيانات المشفى الوطني في درعا إلى أن عدد المصابين المدنيين الذين استقبلهم المستشفى خلال الأربع سنوات الأخيرة التي تلت اجراء اتفاقية التسوية، بلغ حوالي 269 مواطناً، منهم 106 أطفال بسبب انفجار الألغام ومخلفات الحرب.

ومما يزيد من خطورة الأمر أن الأزمة لا تتوقف على سقوط العديد من الضحايا بسبب انفجارات الألغام ومخلفات الحرب فحسب، إنما تتعداها إلى المجتمع حيث يعيش المصابون به ظروفاً جسدية ونفسية بالغة الصعوبة، ويعتمدون على المجتمع لمساعداتهم على الصعيد الصحي والمعيشي، إضافة إلى الاضرار المادية المباشرة التي تلحق بأهالي المنطقة جراء الخوف من ‏ زراعة الحقول وحصادها.

جهود خجولة لإزالة مخلفات الحرب

‏لم تشهد المحافظة أي جهود حقيقية لمواجهة خطر الآفة التي تحصد أرواح العديد من أبنائها، فالجهود المبذولة على مدار السنوات الماضية لم تكن كافية للحد من أزمة المحافظة المستمرة،

ومازالت تعيش ‏كابوساً حقيقياً بسبب هذه المشكلة التي صارت تهدد حاضر ومستقبل آلاف المدنيين وخاصة الأطفال، وتعاني من قلة اهتمام الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للحماية من خطر هذه المواد، إضافة إلى عدم وجود أي تحذيرات للوقاية منها، وطرق التعامل معها، وغياب المراكز الخاصة لدعم وتأهيل المصابين، وضعف الخدمات الصحية وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء، رغم تحذيرات منظمة الهلال الأحمر السوري من هذه المخاطر ودعوتها إلى ضرورة التوعية الاجتماعية لتجنبها بما يساعد على الحد من وقوعها، ودعواتها إجراء جلسات دعم نفسي واجتماعي للفئات الأشد تضرراً منها، وخاصة الأطفال، وتعاون المجتمع المحلي والكادر التدريسي والخبراء النفسيين‏ والتنسيق بين الجميع للحد من أثارها المدمرة على المجتمع.