لكل السوريين

بدون ألية محددة.. البدء بجني محصول القطن في أرياف مدينة حلب

حلب/ خالد الحسين

يتكأ الحاج ” أبو عبدو ” على عصاه الخشبية المزخرفة ويعاين بشكل دقيق محصول القطن الذي جناه أبنائه العشرة هذا العام باحثاً عن شوائب تشوب الذهب الأبيض.

ويقول في حديثه للسوري :” من دون صدور تسعيرة محددة وألية معينة لاستلام المحصول ، هرعنا لجني القطن بسبب دخول وقت قطافه ونتمنى أن تكون الأسعار مجزية هذا العام لأن التكاليف باهظة والمصاريف لا تعد ولا تحصى “.

مع دخول شهر أيلول وحلول فصل الخريف يبدأ في سوريا بشكل عام موسم جني القطن الذي يعتبر من أهم المواسم الاستراتيجية و تمثل زراعة القطن إحدى الدعامات الرئيسية للاقتصاد في سوريا ،  وتلعب دوراً هاماً و حيوياً في النمو الاقتصادي لأهميته في الناتج الإجمالي والميزان التجاري واستيعابها لقوة العمل ولدورها في توفير الغذاء للسكان والمواد الأولية الخام للصناعات الغذائية.

و بين مدير مكتب القطن لأحد الصحف المحلية أن محصول القطن يأتي في مقدمة الإنتاج الزراعي من حيث الأهمية بعد القمح ، حيث يتوقف على إنتاجه تشغيل العديد من معامل الغزل والنسيج ومعامل الزيوت والأعلاف ويعمل به عدد كبير من سكان سورية زراعةً وصناعةً وتجارةً ونقل عبر سلسلة إنتاجية  تبدأ من الزراعة وتنتهي بالمنتج النهائي المصنع عبر سلسلة معامل تعمل بأيدي وخبرات وطنية .

و أوضح أن محصول القطن تصديري يؤمن 20-30% من الصادرات الزراعية، بالتالي يؤمن جزءاً من العملة الصعبة بما قيمته عشرات المليارات من الليرات السورية القطن الخام والمحلوج والمغزول والمنسوج و الألبسة.

ولفت مدير مكتب القطن أنه بلغت المساحة المخططة لمحصول القطن على مستوى سوريا 57 ألف و 173 هكتار، حيث بلغت المساحة المزروعة في إجمالي القطر 35 ألف و 893 هكتار بنسبة تنفيذ 63% من إجمالي المساحة المخططة .

كما أشار إلى أن المساحة المزروعة في مناطق الحكومة بلغت نحو 7175 هكتار من المخطط وهي موزعة على المحافظات بحسب محافظة ريف دمشق 300 هـكتار ، محافظة حماه منطقة  الغاب 252 هـكتار  ، محافظة حلب 295 هكتار ، محافظة الرقة  525 هكتار  ، محافظة دير الزور 5800 هكتار و محافظة إدلب 3 هكتار.

وأوضح أن وزارة الزراعة في هذا الموسم عملت على التوسع بمساحة محصول القطن في المناطق الآمنة ، و ذلك لتأمين أكبر كمية لحاجة معامل وزارة الصناعة ،  حيث أدخلت من جديد  محافظة ريف دمشق لزراعة محصول القطن بمساحة مخططة نحو  300 هكتار على مياه محطات المعالجة في منطقة دوما وحران المخصصة لزراعة المحاصيل الصناعية،  مع العلم أنه تم إلغاء زراعة القطن على الآبار في الخطة الإنتاجية لهذا العام نظراً لغلاء المحروقات وحفاظاً على الثروة المائية نتيجة للتغيرات المناخية.

و بين أن توزع إنتاج القطن السوري في المحافظات المنتجة للقطن والممتدة من حماه إلى الشمال و الشمال الشرقي وصولاً إلى الحسكة ، حيث يوجد لكل محافظة في سورية صنف مخصص يزرع في هذه المحافظة ، بسبب تنوع مناطق الاستقرار و تنوع التربة والظروف المناخية.

و أضاف أن الأصناف تتوزع على محافظة ريف دمشق صنف حلب 124 ،  محافظة حلب صنف حلب 118 ، محافظة حماه الغاب صنف حلب 33  ، محافظة الحسكة  صنف حلب 90 ، محافظة الرقة صنف رقة 5 ، محافظة ادلب صنف حلب 118 و محافظة دير الزور صنف دير الزور 22.

وعن أسباب تراجع زراعة القطن بسورية  أكد مدير مكتب القطن أن التراجع نسبي و هو من الغلات المحببة، إضافة إلى حصر زراعة القطن على مشاريع الري الحكومية  دون الآبار .

وبين أن أهم الصعوبات التي تعاني منها زراعة القطن هو التغييرات المناخية والحصار الاقتصادي و تخريب شبكات الري الحكومي الذي أدى إلى غلاء مستلزمات الإنتاج و المحروقات الأمر الذي ينعكس سلبا على زراعة المحصول.

ويعاني القطاع الزراعي بشكل عام، ليس في محافظة حلب فقط، وإنما في المناطق الأخرى التي تخضع بشكل ضمني لسيطرة الحكومة السورية، من عدة معوقات جعلت من موضوع الاستمرار في مجال الزراعة يكاد يكون بمثابة التحدي الذي يعرض الفلاح والمزارع لخسائر قد تثقل كاهله.