لكل السوريين

مع انتهاء موسم الخضار.. موجة غلاء تجتاح أسواق حمص

حمص/ بسام الحمد

تشهد حمص وسط سوريا حالة من الصدمة والغضب بسبب موجة غلاء جديدة ضربت الأسواق ورفعت أسعار السلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، فقد شهدت أسعار الخضروات والفاكهة واللحوم والدواجن ارتفاعات جنونية خلال الأيام الماضية، تزامنا مع تدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وصلت الموجة إلى حدود التضخم المفرط، تؤثر بشكل مباشر على حياة الملايين من المواطنين فيها، الذين يعانون من شح الموارد وانعدام الخدمات وانتشار الفقر والجوع؛ فقد أصبحت قدرة الكثير من الأسر على تأمين احتياجاتها الغذائية والصحية والتعليمية محدودة جدا، في ظل ارتفاع التكاليف وانخفاض المدخول، كما أصبحت بعض المنتجات غير متوفرة أو محظورة أو مهربة، مما يزيد من حالة الفوضى والإحباط.

أسعار الخضروات ولا سيما البطاطا المعروفة بـ”قوت الفقراء”، شهدت في أسواق حمص ارتفاعا مذهلا حيث وصل سعر الكيلو إلى مستويات تتراوح بين 5500 و6000 ليرة سورية، وهذا بعد أن كانت تباع بحوالي 2000 ليرة للكيلو فقط قبل نحو شهر.

ويعود السبب إلى  أن إنتاج موسم البطاطا الصيفية انتهى منذ نحو عشرين يوما، ولذلك شهدت ارتفاعا في أسعارها. ومع اقتراب بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، سيبدأ إنتاج موسم البطاطا الخريفية، ومن المتوقع أن ينخفض سعرها في ذلك الوقت، حيث يعتبر إنتاج البطاطا الخريفية محليا ولا يتم تصديرها، مما يجعلها متاحة بشكل رئيسي في الأسواق المحلية.

فيما يتعلق بأسعار الخضروات بشكل عام، وليس البطاطا فقط، فهي تظل مرتفعة جدا بالنسبة لدخل المواطن، ومن الجدير بالذكر أن التكاليف التي يتحملها الفلاح تجاه ارتفاع تكاليف الإنتاج ازدادت بنسبة تقترب من 100 بالمئة، فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر الفلينة الفارغة إلى 10 آلاف ليرة سورية، ووصل سعر طن الأكياس الكبيرة الفارغة التي يستخدمها الفلاحين لتعبئة الخضروات إلى حوالي 30 مليون ليرة سورية، وتتأثر أسعار هذه المواد بتقلبات سعر الصرف. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت تكاليف النقل وسعر الليتر الواحد من المازوت اللازم لري الخضروات والفواكه إلى حدود 18 ألف ليرة سورية.

ليست الخضروات فقط من وصلت إلى أسعار قياسية، بل شهدت أسعار الفروج والشاورما والوجبات السريعة ارتفاعا غير مسبوق في الفترة الأخيرة، ففي محال بيع الشاورما والوجبات السريعة، ارتفعت أسعار سندويشة الشاورما إلى مستويات تتراوح بين 15 و20 ألف ليرة سورية.

بالإضافة إلى ذلك، وصل سعر وجبة الشاورما العربية إلى 25 ألف ليرة سورية، ووصل سعر وجبة الكريسبي إلى 45 ألف ليرة سورية، أما فروج البروستد، فتراوحت أسعاره بين 88 و110 ألف ليرة سورية، فيما تراوح سعر الفروج المشوي بين 96 و110 ألف ليرة سورية.

العديد من الباعة أكدوا أن الأسعار غير مستقرة وتتغير يوميا بناء على تقلبات سعر الصرف، ولا يتوقعون انخفاضها في المستقبل القريب.

فيما يتعلق بأسعار الخضار والفواكه، فقد ارتفعت أيضا خلال الأيام الأخيرة، حيث بلغ سعر كيلو البندورة 3500 ليرة، والبطاطا 3800 ليرة، والبصل 5000 ليرة، والخيار 3800 ليرة، والكوسا 3200 ليرة.

سعر كيلو الباذنجان بلغ 3300 ليرة، والفليفلة 3000 ليرة، بينما سجل سعر كيلو الليمون البلدي 9000 ليرة، والليمون الأخضر 3500 ليرة. وسعر كيلو التفاح وصل إلى 5000 ليرة، وكيلو البطيخ الأحمر بلغ 1500 ليرة، والبطيخ الأصفر وصل إلى 2500 ليرة.

من المؤكد أن هذه الموجة الجديدة من الغلاء لن تكون تأثيراتها محدودة بالأثر الاقتصادي فقط، بل ستمتد أيضا إلى النواحي الاجتماعية والسياسية، فقد يزيد هذا الغلاء من مستوى الاحتجاجات والاستياء في الشارع، مما يضعف أكثر من استقرار المنطقة ويجعل السكان يبحثون عن تفسيرات وحلول لهذه الأزمة المتصاعدة.