لكل السوريين

حمص.. سلة رمضان لـ 15 يوم تعادل راتب موظف لثلاثة أشهر

حمص/ بسام الحمد

تشهد محافظة حمص تردياً غير مسبوق اقتصادياً في ظل الأزمات التي تشهدها سوريا، وفشل حكومي في حل أي منها، مع ارتفاع الأسعار الجنوني وانخفاض الرواتب والدخل لمختلف العائلات.

ولم يعد تأمين سلة رمضان بالأمر السهل حتى على من يود التصدق بها مع حلول شهر الصيام، فالوضع الاقتصادي المتعثر لمعظم سكان مناطق الحكومة جعل الأمر أصعب حتى على من كان في حال ميسورة مادياً قبل عام من الآن.

ورغم أنه من الصعب القول إن السلة الغذائية باتت حلم كثير من السوريين الذين ينتظرونها بفارغ الصبر لإطعام أطفالهم على موائد الإفطار، فإن ذلك هو الواقع في حمص.

وقبل حلول شهر رمضان المبارك بأسبوع بدأت الأسعار بالارتفاع بشكل تدريجي، حيث زادت أسعار معظم السلع الغذائية والخضراوات والفواكه واللحوم والأجبان.

ومع وجود كثير من الأشكال والأصناف لما يطلق عليه “السلة الرمضانية” إلا أن السلة التي ينتظرها السوريون من الجمعيات الخيرية أو المتصدقين أو المنظمات الإنسانية، يجب أن تكفيهم لنصف رمضان أو لثلثي الشهر على الأقل، أما السلة الرمضانية التي تبيعها مؤسسات الحكومة فهي لا تكفي 4 أيام بأحسن الأحوال.

وفي اليوم الأول من الشهر الكريم، تباينت أسعار السلة بين 500 ألف و 600 ألف ليرة على الأقل من دون لحوم وخضراوات وبقول وأجبان أو ألبان.

وتضم السلة الرمضانية الجيدة والتي تستفيد منها العائلات لقرابة 15 يوما على الأقل بحسب عدد أفرادها أهم المكونات الأولية والحاجيات الأساسية وهي “أرز 5 كغ، سكر 5 كغ، شاي أسود 250 غ، معكرونة 5 كغ، برغل خشن 5 كغ، عدس مجروش 5 كغ، مرتديلا صغيرة 5 قطع، زيت قلي 1 لتر، سمنة 1 كغ، صابون عدد 10، باكيت شوكولا، صفيحة بيض، تمر 1 كغ”.

وتختلف أسعار ما تضمه السلة الرمضانية بحسب نوعية المنتج والمصنع والجودة، وفي أسواق حمص قد تختلف الأسعار بشكل بسيط، إلا أنها أسعار غير ثابتة وقد ترتفع خلال أيام رمضان مع زيادة الطلب وتغير سعر الليرة أمام الدولار، وفشل الحكومة في تأمين أدنى مقومات الحياة ووضع حد أدنى للأجور يتناسب مع الوضع المعيشي.

ويقول أصحاب محال تجارية أن أسعار السلع غير ثابتة، والناس بالعموم غير قادرة على شراء كل السلة التي نطرحها، إنما يشتريها المقتدر والذي يريد أن يتبرع بها لقريب أو جار أو صديق.

وبات تقديم سلة رمضانية من أي جمعية خيرية هو حلم لأي فقير أو موظف، لأن ذلك يجعله مرتاح البال أمام أطفاله وعائلته خلال رمضان حيث تمد الولائم عادة.

رغم السلة الرمضانية التي تبيعها المؤسسات الاستهلاكية التابعة للحكومة تبدأ من 100 ألف ليرة ولا تكفي عائلة من 4 أشخاص لثلاثة أيام في أحسن أحوالها من دون خضراوات أو لحوم أو دجاج، يعني أننا نطبخ “رز سادة” مع زيت نباتي؟”.

إلا أن سعر السلة الرمضانية بالجملة يصل اليوم في حمص إلى 400 ألف ليرة بالحد الأدنى، ولكن يضطر القائمون عليها لقسمها على عائلتين أحياناً حتى تكفي أكبر عدد من المحتاجين.