لكل السوريين

التحديات والصعوبات التي تواجه مصنعي الالبان والاجبان في اللاذقية

 

اللاذقية/ سلاف العلي 

 

تسود حالة من الفوضى منذ أكثر من شهر في أسعار الألبان والأجبان، المعلبة وغير المعلبة، في أسواق اللاذقية، والجميع يضع السبب على أسعار التكاليف وارتفاعها، لذلك قمنا بجولة الى بعض المزارع بريف اللاذقية، وكانت لنا اللقاءات التالية:

أبو جميل من مزرعة فيديو, وهي قرية في ريف اللاذقية, ولديه مزرعة ابقار, وبعد التردد في الكلام معنا, قال لنا حرفيا: يوجد عندنا ارتفاع موجة شوب (حر) قاسية وارتفاع في درجات الحرارة ورطوبة عالية جدا بالليل والنهار , حيث تدفع الدواب (الغنم والأبقار والماعز), لشرب كميات أكبر من المياه، وهذا يؤدي الى هبوط نسبة الدسم في الحليب, وبالتالي يصبح إنتاج الجبنة واللبنة يحتاج لكمية أكبر من الحليب قياسا بفترات الشتاء والطقس المعتدل، فخلال فصل الشتاء أو الأيام التي يكون فيها الطقس كويس(معتدلا) فإن كل 6 كيلو من الحليب ينتج منها كيلو جبنة وكل 3.5 كيلو حليب ينتج عنها كيلو لبنة أما خلال أيام الحر الشديد فإن كل 7.5 كيلو حليب ينتج عنها كيلو جبنة وكل 4 كيلو حليب أو أكثر ينتج عنها كيلو لبنة.

أبو ياسر من المزيرعة, بريف اللاذقية, وعنده ورشة مرخصة لصناعة الالبان والاجبان, أشار الينا الى بند اخر, يؤثر على الإنتاج والاسعار وهو: ما يتعلق بنسبة  الذي يخرب ويتلف  من الألبان والأجبان خلال الفترة الحالية كبيرة , وان الذين يصنعون الألبان والأجبان , يخسرون خسارات كبيرة, نتيجة فترات التقنين الطويلة للكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، واصبح عملنا يعتمد بنسبة كبيرة على المولدات , ونضطر لشراء ليتر المازوت بما يتراوح بين 7الى8 آلاف ليرة, ونتيجة لارتفاع سعر  ليتر المازوت، فإن نسبة كبيرة من الذين يعملون في صناعة الألبان والأجبان توقفوا عن العمل, ونسبتهم تتراوح بين30 الى35%, و أن الذين يمتلكون ورشات صغيرة وكانوا يخدمون مناطق معينة ,ويقدمون لهم ما يحتاجونه من الالبان والاجبان, فان نسبة كبيرة منهم توقفوا عن العمل ,لعدم إمكانيتهم الاستمرار بالعمل في ظل الظروف الصعبة ودرجات الحرارة الشديدة وعدم تأمين حوامل للطاقة.

وأشار أبو ياسين ,من قرية اسطامو بريف اللاذقية, وهو من أصحاب الورشات الصغيرة في صناعة الالبان والاجبان, والذي بقي يقاتل من اجل الاستمرارية بالعمل كما قال لنا, وأضاف الى كل ما قيل سابقا: يصدرون التموين نشرات أسعار للألبان والأجبان، واخرها قاموا برفع أسعار تكلفة منتجات الألبان والأجبان منذ أسبوع , حيث تم تحديد سعر كيلو الجبنة البلدية في بيان التكلفة بسعر15 ألف ليرة وكيلو اللبنة بسعر 11 آلف وكيلو اللبن بسعر 2900 ليرة والحليب بسعر 2500 ليرة، حيث أن رفع الأسعار سببه الأساسي ارتفاع سعر كيلو الحليب خلال الأسبوعين الماضيين بمعدل 200 ليرة سورية للكيلو إضافة لارتفاع سعر العلف وحوامل الطاقة، ويجب وضع تسعيرية تموينية أسبوعية للألبان والأجبان أسوة بالنشرات التي تصدر للخضر والفواكه والفروج والبيض.

أبو باسل لديه ورشة للتصنيع الاجبان والالبان في قرية مشقيتا، أخبرنا إضافة لما قيل في السابق: أن معاناة تأمين الغاز الصناعي موجودة منذ بداية السنة وما زالت مستمرة وليس هناك كميات كافية تغطي الحاجة وتوزع على الورشات، رغم كل الوعود الحكومية بزيادة مخصصات الحرفيين من الغاز والطلب منا رفع جداول بالحرفيين الذين يعملون بصناعة الألبان والأجبان باللاذقية، حيث أن سعر أسطوانة الغاز الصناعي في السوق السوداء الى ما يقارب175 ال ى200 ألف ليرة, وأشار الينا الى إن تصدير الأجبان انخفض خلال الفترة الحالية بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمئة نتيجة لارتفاع التكاليف حيث أصبح هناك أسواق خارجية منافسة في التصدير للسوق السورية مثل الأسواق التركية والأردنية، وأنه قبل نحو الشهرين كانت المنتجات السورية تنافس التركية والأردنية وكانت نسبة التصدير أكبر.