لكل السوريين

سوريا في نظر باخشلي وأردوغان يجب تدميرها

باخشلي وأردوغان ليسا بالشريكين فقط إنما يتبادلان الأدوار نفسها إنْ في تركيا أو في سوريا أو في المنطقة برمتها. وكلها الأدوار المنوطة بهما ضمن منظومة الفاشيّة التركية الداعية إلى استعمار عثماني جديد لا يبدأ من سوريا ولا ينتهي في ليبيا. فما يعجز عن قوله أردوغان، أو ما لا يريد أن يُحتسّب عليه، أو حينما يريد إطلاق رسالة فجة؛ يقوم به باخشلي بشكل سريع فيحرص على إنجازه/إطلاقه. وإذا كانت تلكم قصة أو سر الشراكة بينهما منذ البداية الأولى لظهور حزب العدالة والتنمية، وبشكل صريح في النصف الثاني من العام 2015 وحتى اليوم، فكيف يجب أن يكون الفهم السوري القويم لتصريحات زعيم حزب الحركة القومية التركية دولت باخشلي: (لا يهمني أن تدمرت سوريا وأحرقت إدلب)؟!

فإن تصريحات أحدهما بأنْ تتدمر سوريا يعتبر الفهم الصحيح لآخر في المقلب الآخر وحين القول: الصلاة في الجامع الأموي وحماه خط أحمر وحمص واليوم إدلب، وشتى الاختلاقات والتواهيم التي أطلقها منذ معرض الأزمة السورية إلى يومنا باتت واضحة لكنها ما تزال تلقى عقولاً تصدقها وقلوباً تستكين بها، وهذا مردّه تداعيات الانقسام المجتمعي وتشظيّه المحدثة من قبل آلة الأنظمة الاستبدادية شديدة المركزية. ويبقى كلاهما واحد يصوبان على (الفريسة) نفسها أي إلى تدمير سوريا وتقسيمها وقضمها. فتراهما وترى من يتبع لكليهما -بخاصة أصحاب الفكر التسطيحي الداعي إلى تعويم الليرة السورية في المناطق المحتلة من قبل تركيا أي سورييّ أردوغان- أو واحد منهما في حالة نشاط دائم بغية التشويش دائماً على أحد أهم مخارج الحلول للأزمة السورية في عامها العاشر أي على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والزعم بها والافتراء عليها بأنها محض خطأ؛ كأحسن توصيف. أو أنها احتراب بيني كردي كردي أو كردي عربي.

الوقت لا يمكن أن يتفوِّت على الشعوب الحيّة إنما يداهمها في أصعب الحالات. ونحن كسوريين قد داهمنا الوقت وبامكاننا اللحظة في ظل سقوط الأقنعة اتخاذ القرارات ضمن منطق الوطنية وغائية الديمقراطية. والعودة إلى حكم التاريخ والحقيقة المجتمعية التي مفادهما بأن سوريا والشرق الأوسط يتألف من شعوب وثقافات تتكامل وليست من قوموية وثقافوية ودينوية وطائفية تتحارب.

حينما تكون بوصلتنا: سوريا اللامركزية، سوريا المتوسعة على الجميع؛ وقتها نعلم بأنها إشارة قصوى لرحيل طغاة وديكتاتوريات كمثل أردوغان أو باخشلي أو مثلهما أو من يعوّل عليهما. فهذه المنطقة تشهد الآن أعلى حالات التداخل فالمصير المشترك.

سيهانوك ديبو