لكل السوريين

لهجة أهالي السوق بحلب.. لهجة أيام الزمن الجميل

حلب/ خالد الحسين 

قلعة حلب وأسواقها قبلة أهالي المدينة والسائح الذي يزور حلب، بعد أن يخرج السائح من القلعة يكون في أجندته زيارة الأسواق حيث تكون البداية من خان الشونة ومن ثم من امام باب القلعة يكون سوق الزرب حيث ندخل في عالم غريب له لغته الخاصة المتعارف عليها من قبل أصحاب المحلات.

الحاج ‘ تركي الحريري ‘ أحد تجار سوق العبي يروي لصحيفة السوري اللهجات التي يستخدمها تجار أسواق حلب القديمة فيما بينهم ويقول :” بداية من سوق الزرب حيث هناك جامع الشيخ معروف بن جمر ويباع في هذا السوق كل مايحتاجه ابن الريف من البسه وبيوت شعر وخيم ومناخل وعلب اللبن المصنوعة من الخشب ومن اصحاب المحلات آل قلعية وآل طعمة وآل ميمة وآل علبية”.

ويضيف الحريري :”كان التجار يتكلمون في مابينهم بلغة لايفهما الا هم انفسهم ومن هذه المصطلحات مثلا (زبون حشيم)اي ان الزبون دفيع او(زبون حطيط)وتعني ان الزبون ليس مشتريا ويقولون ان صاحب المحل يخاطب الاجير وان ثمن السلعة (قنطرتين وحاصي)وتعني مبلغ 250ل،س لكي لايعلم الزبون ثمنها ويردد صاحب المحل كلمة(حشم)اي اسكت، واذا اراد الشخص ان يذهب الى الحمام يقول انا ذاهب الى(الطنعشريه)”.

ويكمل :” بعد سوق الزرب ندخل (سوق العبي) ويباع فيه الاصبغة والعبي والفراوي ومن اصحاب محلات هذا السوق آل مزيك وابو زيد وفي نهاية هذا السوق كان يتمركز اشهر صانع تمر هندي عبر تاريخ المدينة ويلقب بأبو الكنج”.

ويسلف الحريري:” بعد سوق العبي يسارا هناك سوق القطن وكان يباع فيه فرش الصوف والاحزمة الجلدية ،ويمينا سوق الخييطين ويشتهر هذا السوق بتفصيل الكلابيات والشراويل ومن اصحاب المحلات آل حوري وآل صندفي.وبعد سوق العبي تستقبلنا الروائح معلنة بداية سوق العطارين ويعرف هذا السوق باسم قناة السويس كونه صلة الوصل بين جميع الاسواق ومن اصحاب المحلات في هذا السوق آل بوادقجي والهلالي والعقاد وفتوح وعطار،ومن مصطلحات هذا السوق (قبصو)اي ادفع له (عباية)وتعني دورية التموين”.

ويستذكر الحريري الشخصيات المألوفة في السوق ويقول :” في اخر هذا السوق كان يقف رجل معروف من قبل اغلب اهالي حلب ويدعى بابو فاس لكل الناس ،ويأتي بعده الفوال (العطري) وهو من اعلام هذا السوق”.

وانهى الحريري كلامه حيث قال:”بعد سوق العطارين يأتي سوق السقطية ويباع في هذا السوق اللحم بكل انواعه كالمقادم والسندوانات ولحم الجمل ومن اصحاب هذه المحلات آل حميدة وارنب والعشا وكان اذا مرت دورية للشرطة يقولون لبعضهم (حشم مخارز)، وهناك اسواق كثيرة ومنها سوق الصابون وسوق اتفضلي وسوق الصياغ ومن مصطلحات سوق الصياغ ان الذهب العيار 21 يسمى الخشر والعيار 24 اي الكيلو يسمى الحجر ،وكان الدليل السياحي يلقب بل (المتشفت) لانه يأخذ نسبة من اصحاب المحلات ومن اصحاب محلات هذا السوق آل حنيفة وأشرفي”.

ومن الاسواق ايضا سوق الصرماياتية وسوق الباطية وسوق الدهشه وسوق الحراج وهناك ايضا خانات كثيرة ومنها خان الجمرك وخان الصابون وخان العلبية وخان الحرير.

وما هذه الكلمات الى لمحة صغيرة جدا عن هذه الاسواق العظيمة وهي اشبه بجامعة خرجت اجيال كثيرة من التجار المشهود لهم على مستوى سورية .