لكل السوريين

على امتداد الحدود السورية التركية.. الاحتلال يواصل التغيير الديمغرافي، وأرقامٌ تتحدث عن نزوح مليون سوري

يعاني الشعب السوري على امتداد الحدود السورية التركية من حالات القصف العشوائي من قبل الأتراك ومرتزقتهم، حيث أنه وخلال الآونة الأخيرة كثف المحتل التركي من استهدافه للسوريين مواصلا بذلك إراقة الدم السوري، متأملا إطالة أكثر في الأزمة ليحقق المزيد من مخططاته الاحتلالية.

أفضت العملية العسكرية التي تشنها قوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية إلى نزوح ما يفوق المليون شخص، من مناطق شرقي إدلب وغربي حلب، حيث أدى التصعيد العسكري الأخير الذي أطلقته قوات النظام في إدلب وحلب منذ منتصف شهر يناير/كانون الثاني الماضي، إلى أكبر موجة نزوح على الإطلاق.

في حين أن الأتراك قاموا بإغلاق الحدود أمام النازحين، وأمروا مرتزقتهم بتشديد الضغط على كل من يرغب في الذهاب إلى شمال شرق سوريا.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى ففصل الشتاء الأخير يعد ضيفا ثقيلا على مئات الآلاف من النازحين، حيث أن الأوضاع الكارثية التي يعيشها النازحون باتت هي الأخرى من ضمن العوامل التي تحصد أرواح السوريين.

وتسعى تركيا من خلال هذه الإجراءات إلى إجبار الأهالي على الذهاب إلى عفرين المحتلة حصرا،  وبذلك يستمر تدفق العائلات الفارة من إدلب إلى منطقة عفرين المحتلة، فيما يختار الاحتلال والمرتزقة بانتقائية عائلات بعينها لتوطينها في منازل المهجرين.

ويواصل الاحتلال التركي ومرتزقته ضمن ما يسمى ” الجيش الوطني السوري” استقدام المزيد من العائلات الفارة من إدلب، وتوطينهم في منطقة عفرين المحتلة، ويستخدم الاحتلال هذه العائلات لاستكمال التغيير الديمغرافي في المنطقة من جهة بعد أن هجر معظم سكانها الكرد الأصليين، كما يغطي بها استقدام مرتزقته المتطرفين الفارين من إدلب كـ “جبهة النصرة، التركستاني والخراسان.

ويعمد الاحتلال خلال الفترة الأخيرة إلى إقامة مخيمات عشوائية بين حقول الزيتون العائدة ملكيتها لأهالي المنطقة، بعد قطع أشجارها.

فيما أفادت مصادر محلية بأن الاحتلال ومرتزقته يختارون بانتقائية عائلات بعينها، لتوطينهم في المنازل، إما أن تكون هذه العائلات تابعة للمرتزقة بشكل مباشر أو أنها تقوم بدفع مبالغ مالية لهم مقابل ذلك، رغم أن المنازل التي يتم توطين هذه العائلات فيها، عائدة لأهالي عفرين واستولى المرتزقة عليها بقوة السلاح.

وأفادت منظمة حقوق الإنسان بأن الاحتلال ومرتزقته يستمرون في استقدام آلاف العائلات من إدلب وريف حلب الغربي، ويقومون بتوطينهم في منطقة عفرين المحتلة، بعد تهجير معظم سكانها الأصليين، وأضافت أن أكثر من ألف سيارة تقل هؤلاء دخلت إلى عفرين مؤخراً وخاصة ناحية جندريسه.

وبعد امتلاء منازل المهجرين من أهالي المنطقة يقوم المرتزقة بإسكانهم في المنازل التي مازال أصحابها يقيمون فيها، وذلك بالإجبار، بهدف دفع من تبقى منهم للخروج منها.

شمال شرق سوريا، أيضا أهلها يعانون

لا يختلف الحال في شمال شرق سوريا عما هو الآن في غربها، سيما وأن المعتدي هو نفسه، حيث عمد مرتزقة الاحتلال التركي إلى قصف قرى سيدا ومعلقة وعفدكو ومخيم عين عيسى شمال الرقة، في حين يواصل استهداف القرى المحيطة بتل تمر ذات المكون الآشوري.

وبذلك تكون دولة الاحتلال التركي هي اللاعب الرئيس الذي أدى إلى تزايد أوضاع السوريين على امتداد حدوده سوءا، فهو لا يميز بين سوري عربي أو سوري كردي أو سوري آشوري، ولا يأبه بهم، فقط المهم أن يمرر مصالحه على حساب الدم السوري الذي لم يتوقف منذ 9 أعوام.