لكل السوريين

بين رفض للاحتلال العثماني وتخوف من إراقة دماء جديدة وحالات نزوح.. اختلفت وجهات نظر أهالي السويداء

يبدو سؤال المصير السوري في كليته وجزئياته ضبابيا وغير قابل للفصل النهائي قريباً. بين تعدد المسارات الدولية وتشابكها في سورية، فلازالت معايير القوة والبطش العسكري هي المرجحة والمفضلة لصانعي السياسات الدولية والمحلية على كامل المساحة السورية، ما جعل الخوف والرعب والترقب مقدمة عامة للعيش على كامل الجغرافية السورية.

في إدلب وريفها تتركز الكارثة الإنسانية الكبرى من آلة الحرب العسكرية وعدم إنجاز اتفاقات سياسية دولية واضحة تنهي المأساة الإنسانية هناك بين آلتي الحرب العسكرية لروسيا وشركاؤها قوى سلطة النظام والميليشيات الإيرانية، وبين التطرف القاعدي لإرهابيي جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية، ومتطلبات تركية من المنطقة، يقع الملايين من السكان أمام مصير شبه مجهول.

في استطلاع أجرته مراسلة صحيفتنا في محافظة السويداء، كانت الإجابات الأولى صامتة وكأن السؤال في غير محله، أو صادم حيث تشابهت إجابات عدد من الأشخاص وكانت “ما يجري في إدلب غير واضح أبدا ولم نعد نعرف الحابل من النابل، وضعنا بين موضوعي الحرب ضد التدخلات الخارجية والحرب ضد المجموعات الإرهابية والفصائل المسلحة”.

البعض الآخر أشار إلى أن المواطن السوري هو الخاسر بالدرجة الأولى، واستمرار المعارك في إدلب ما هو إلا استمرار لنزيف الدم السوري.

وتأيدا لنفس الرأي قال ناشط من صلخد “لم تجلب الحلول الأمنية والعسكرية سوى الكوارث على الشعب السوري، والتدخلات أثرت بشكل مباشر على القرار السوري، فلا يمكن أن يوجد حلول لطالما أن هناك جهات خارجية متدخلة في الشأن السوري، وأخص بالذكر إيران وروسيا من جهة، ودولة الاحتلال التركي من جهة أخرى”.

أما القلة الباقية ممن أجرينا معهم الاستطلاع، فقد اعتبروا أن دخول الجيش إلى إدلب سيساهم في إراقة دماء أخرى، وسيدفع إلى المزيد من حالات النزوح مجددا.

ومع غياب واضح لسيادة القانون والفلتان الأمني والمزيد من فقدان القرار السيادي الوطني بكامل أصنافه، خلق حالة من انعدام الثقة بكل مجريات الحدث السوري عامة وإدلب خاصة ومآلاتها، حتى من أولئك الذين يؤيدون الجيش وعملياته العسكرية أو من يقبل باستمرار التواجد التركي في المناطق التي تحتلها في سوريا.

استطلاع/ رشا جميل