لكل السوريين

بسبب التصدير والغلاء… المواطن الحمصي يحذف الألبان والأجبان من مائدته

حمص/ بسام الحمد 

ارتفاع تكاليف الألبان والأجبان وتفاوت الأسعار، إلى أن ارتفاع الأسعار بين محل وآخر في السوق ناتج عن الغش وتلاعب التجار بنسب الدهون في الحليب.

ويقول تجار ألبان أن التصدير مرض يصيب الحرفيين ويرفع تكلفة الحليب والجبن. مبيناً أن نسبة التصدير حاليا تتراوح بين 20 و30 بالمئة من الإنتاج، الإمارات وأربيل في العراق تستأثران بأغلبية صادرات الجبن، بما في ذلك الجبن العكاوي والتشيكي والشلل، وكذلك الجبن المطبوخ. والذي أدى إلى رفع أسعار الألبان والأجبان.

كما أشار التاجر، إلى أنه قد تحقق من قبله أن الحليب يتم تهريبه إلى لبنان من منطقة القصير القريبة من الحدود، وأن الكميات المهربة ليست كبيرة، لكن لها تأثير على إنتاج الحليب وتوافره.

ونتيجة لارتفاع تكلفة الأعلاف، قام بعض المربين بذبح الأبقار وبيعها لحوم لتجنب دفع مصاريف العلف. فخلال السنوات الثلاث الماضية، انخفضت الثروة الحيوانية بحدود 35 بالمئة. بحسب قوله.

نشرة الأسعار الجديدة

وأوضح مسؤول أن نشرة أسعار منتجات الألبان والأجبان ستصدر الأسبوع المقبل بعد توقف النشرات السعرية منذ 11 تشرين الأول/ أكتوبر، لتكون نشرات دورية مثل نشرات الأسعار، الفروج والفواكه والخضروات.

وتابع، “تلقيت اتصالا من مدير التسعير في مديرية التموين قبل يومين، وسنلتقي الأسبوع المقبل لوضع مخطط تسعير عادل للمستهلكين والحرفيين والمربين على حد سواء”، وفقا لقوله.

وأوضح، أن نشرة الأسعار الجديدة ستستند إلى النفقات الفعلية التي يتم تكبدها الآن. ومن المفترض أن كيلو اللبن البلدي كامل الدسم سيكلف في النشرة الجديدة 2200 ليرة، وكيلو اللبنة البلدية بحوالي 7700 ليرة، وكيلو الجبن البلدي بـ11 آلاف ليرة، والتركمانية بـ10 آلاف ليرة.

حيث أن كيلو الحليب يكلف حوالي 1700 ليرة حاليا قبل أن يصل إلى أرض المصنع، فيما يبلغ تكلفته في المحال نحو 2100 ليرة، وفي رفوف المتاجر يباع الحليب للمستهلك بحوالي 2200 ليرة، ووفقاً للمعطيات المتوفرة، فإن كل 6 كيلو حليب ينتج عنهم كيلو جبنة وكل 3.5 كيلو حليب ينتج عنه كيلو لبنة.

اختفاء الألبان من الأسواق

تنمو الأسعار بمعدل مرتفع وبشكل غير معقول في البلاد لا سيما بعد تدهور الاقتصاد بمعدل ينذر بالخطر. فلا تمييز بين المناطق أو القوى المهيمنة عندما يتعلق الأمر بارتفاع الأسعار في سوريا، إلا أنه أثار مؤخرا احتجاجات في جنوب البلاد، حيث طالب المتظاهرون بإدارة مستقلة بعيداً عن الحكومة.

ومع ارتفاع الأسعار الجنوني الذي أصاب الأسواق السورية لاسيما في المواد الغذائية، عزف السوريون عن استهلاك العديد من المنتجات والاستغناء عن الكثير منها، فكان من أبرز المواد الغذائية التي تتصدر المائدة السورية هي الأجبان والألبان.

وانخفض الاستهلاك لمادة الأجبان والألبان، إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، الأمر الذي نتج عنه كثرة العرض وقلة الطلب.

كشفت دراسة، لـ”الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”، أن طبيعة وتأثير قلة هطول الأمطار وندرة المياه السائدة التي أصابت سوريا بالشلل. ولا سيما تأثيرها على سبل العيش القائمة على الثروة الحيوانية وأنظمة الإنتاج الحيواني في المنطقة.

وقد ازدادت في الآونة الأخيرة مشاكل الثروة الحيوانية، تزامنا مع فقدان الحكومة السورية القدرة الاقتصادية لدعم المربين. إضافة إلى مغادرة الكثير من المربين إلى ترك المراعي والهجرة أو حتى التفكير بأعمال أخرى.

وأدت عشر سنوات من النزاع وانعدام الأمن وحالات النزوح في سوريا، إلى استمرار تدهور الحالة الإنسانية. حيث يعاني 60 في المئة من السكان السوريين من انعدام الأمن الغذائي. و26 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمن والتقزم.