لكل السوريين

أهالي إدلب.. الروسي خلفهم، والضامن التركي يغلق أبوابه، فشمال شرق سوريا المفر

هرباً من الاشتباكات العنيفة الدائرة بين النظام المسنود بالطيران الروسي من جهة، والتنظيمات الإرهابية المرتزقة من جهة مقابلة، وصل إلى مدينة منبج "شرقي حلب" المئات من أبناء إدلب، عبر معبر عون الدادات.

وفور وصولهم، قام مجلس منبج العسكري ومجلس إدلب العسكري بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي بالإجراءات اللازمة لمنع دخول المرتزقة خلسة بين المدنيين الهاربين من الجحيم بحسب وصفهم، في شمال غرب سوريا.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد وجهت نداء عاجلا لأهالي إدلب على لسان قائدها العام، مظلوم عبدي، بالقدوم إلى مناطق شمال شرق سوريا لكي لا تتم إبادتهم، حيث قال عبدي “صدورنا ومنازلنا مفتوحة لأهالينا في إدلب”.

وعبّر عدد من الواصلين إلى المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من داعش، عبّروا عن فرحتهم بالوصول، كما عبّروا عن شكرهم وامتنانهم لمظلوم عبدي، مثنين في الوقت ذاته على المساعدات التي قُدمت لهم، من طبيات وألبسة وخيم وطعام.

النازح محمد الذي رفض الإفصاح كاملا عن اسمه تحسبا لتعرض ذويه الذين بقوا هناك لمسائلة من قبل مرتزقة هيئة تحرير الشام التابعة لتركيا، قال “الوضع هناك لا يطاق، كأن القيامة قد حلت، النظام والروس يقصفون بشكل عشوائي، والمرتزقة يمنعوننا من النزوح لكي يستخدموننا كدروع بشرية”.

وأضاف “تركيا التي جعلت من نفسها ضامنا للتنظيمات الإرهابية أغلقت الحدود، وأمرت حرس حدودها بقتل أي شخص يريد الدخول خلسة إلى تركيا، يريدوننا أن نباد هناك”.

بدورها أم حسين، وهي نازحة من منطقة سراقب، أشارت إلى أن التنظيمات الإرهابية كانت تبث إشاعات بأن قوات سوريا الديمقراطية ستعتقل كل من يذهب إلى شمال شرق سوريا، ولكن بعد أن قدّم مظلوم عبدي الدعوة لنا أحسسنا بالارتياح.

واعتبرت أن الدعوة التي وجهت لهم للقدوم إلى شمال شرق سوريا نابعة من الحس الوطني السوري الذي تتحلى به قوات سوريا الديمقراطية، على عكس ما كان يروج له تركيا والنظام معا واتهامهم لقوات سوريا الديمقراطية بأنها قوى انفصالية، ولا تتحلى بالمنبع الوطني.

الطفلة هديل، البالغة من العمر 11 عاما، قالت “والدي قُتل قبل عامين بعد أن حاول العبور إلى تركيا للعمل بغية تأمين لقمة العيش لنا، وأنا لم ارتد مدرسة سوى في الصف الأول، كل ما أريده أن يأتي أقاربي إلى هنا، الوضع جيد هنا، لا يوجد طيران، ولا قذائف عشوائية، ولا تنظيمات إرهابية.

وقبل نحو عشرون يوما، وصلت دفعة كبيرة من أهالي إدلب إلى مناطق شمال شرق سوريا، وتلتها ببضعة أيام الدفعة الثانية، وأكدت قسد أنها مستعدة لاستقبال كل أهالي إدلب.

وتشن قوات النظام مدعومة بالطائرات الروسية هجوما وصف بالأعنف منذ استعادتها السيطرة على مناطق واسعة في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، على المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي.