لكل السوريين

اصطياد الطيور الحرة.. من هواية إلى تجارة رابحة

لم يعد الصيد وسيلة لإشباع الحاجات الضرورية للإنسان كما في العصور السابقة، حيث كان الأنسان البدائي يمتهن مهنة الصيد بشكل يومي للمأكل فقط واشباع حاجته هو وعائلته، ويعتمد في اصطياده على الأدوات البدائية البسيطة.

أما اليوم ومع تطور أساليب الحياة وتقدم الحضارات والحياة المدنية بأساليب تطورية وتقدمية، لم يعد الصيد لإشباع الحاجة وتحقيق الاكتفاء الغذائي قط، او بما يعرف بالمصطلح الشعبي (لقمة العيش)، بل أصبح مهنة يمتهنها هواة وخبراء من الأغنياء المترفين، والوجهاء المتنعمين، والمتنفذين الملّاكين.

ومن أنواع هذه المهنة، مهنة اصطياد الطيور الحرة او الجارحة والتي تتعدد انواعها (الصقر، النسر، الشاهين، الوكري، الطير الحر الشامي، الحر الصافي) وأنواع أخرى يصعب حصرها في تعداد معين.

في هذه الايام بدأ موسم اصطياد الطيور الحرة في سوريا، وهو ما يسمى بموسم (القنيص)، حيث تبدأ هجرة الطيور من الأماكن الباردة كروسيا وشمال آسيا مرورا بإيران والعراق وسوريا وصولا للمناطق الدافئة بقارة افريقيا، حيث تتراوح مدة موسم الاصطياد ما بين منتصف الشهر التاسع (ايلول/سبتمبر) حتى منتصف الشهر الحادي عشر (تشرين الثاني/نوفمبر).

يتجهز الصيادون في الحسكة في هذه الفترة من كل عام ويعدوا رحالهم إلى البادية الجنوبية، جنوب ناحية الشدادي ومنطقة جنوب الرد الواقعة حوال نواح تل حميس وصولا لناحية اليعربية تل كوجر.

وهنا كان لنا لقاء مع أحد الصيادون السيد محمد الاحمد من أهالي مدينة الحسكة الذي ذكر لنا انه من عشاق الطيور، وتحول عشقه للطيور إلى امتهان الاصطياد والمتاجرة بالطيور، وتدر عليه بمبالغ مالية طائلة حسب قوله.

وعن طريقة الصيد ذكر لنا، أنه توجد عدة طرق وأساليب لاصطياد الطيور الحرة ولكن هناك ثلاثة طرق أساسية يتقنها جميع ممارسي هذه المهنة، ومنها عن طريق وضع شبكة خاصة على ضهر طائر الحمام فعندما يراها الطائر الحر ويحاول افتراسها فتعيق الشبكة طيرانه ويختل توازنه ويهوي على الارض بصعوبة بعد عدة محاولات للنجاة، وفور وصوله الارض يتم حجب رؤيته عبر تغطية عينيه، بالإضافة لطريقة النوجاذ وطرق اخرى.

وعن أسعار الطيور الحرة، ذكر أن أسعارها باهظة جداً تقدر بملايين الليرات السورية، حتى إن بعض الطيور يصل سعرها إلى مئات الملايين، ففي العام المنصرم أخبرنا إنه باع طائر إلى تاجر من دولة الإمارات بمبلغ ٢٤ مليون ليرة سورية وطائر آخر إلى تاجر عراقي بمبلغ ٦ ملايين ليرة.

والجدير بالذكر أنه توجد في العديد من الدول مسابقات عالمية لصيادي الطيور الحرة ومنها دول الخليج العربي ومصر، وكان بعض السوريين يشاركون بها، ولكن مع ظروف البلاد السياسية والامنية والاقتصادية لم يعد يشارك السوريين بهذه المسابقات.

تقرير/ مجد محمد