لكل السوريين

صيد الأسماك في هجين مصدر رزقٍ للسكان تحفه المخاطر

السوري/دير الزور- صياد سمك يعملون يوميًا لتأمين قوت مدينة كاملة من السمك الطازج كونه أرخص أنواع اللحوم حاليًا.

منذ أن استوطن أوائل البشر في وادي الفرات كان صيد السمك من النهر يشكل مصدر رزق لفئة من السكان حيث كان يقدم السمك كوجبة فاخرة في الأيام السابقة، وذلك لغلاء سعره مقارنة بأنواع اللحوم الأخرى أما في وقتنا الحاضر أصبح السمك أرخص أنواعها في سوق المدينة لعدم ارتباطه بسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار فسعر الكيلو الواحد من السمك يتراوح بين 600 ليرة، و2000ليرة لأحسن أنواع السمك أما سعر كيلو لحم الدجاج يتراوح بين 2500 و4000 ليرة حسب نوع اللحم، وطريقة بيعه، وسعر لحم الغنم الذي لم يعد بمقدور أحد شرائه حيث وصل 9000 ليرة وأكثر بعد أن كان في متناول جميع الفئات الاجتماعية في المدينة.

كل هذا يجعل من السمك أكلة شعبية رخيصة في متناول الغالبية العظمى من الشعب أي ليس كسابق عهده، وفي هذا الصدد التقينا الصياد ويس المطلق الذي قال: “أمارس مهنة الصيد في النهر منذ ما يزيد عن 15 عام كنَّا في السابق قرابة 100 صياد في مدينة هجين وحدها أما حاليًا أصبح عددنا 35 صياد، ولا نعمل كلنا دفعة واحدة في نفس اليوم يعمل منا 15 صياد يوميًا فقط يبيع كل صياد منا بين ال 20 كيلو الى 27 كيلو لأصحاب المحلات التي تبيع السمك في المدينة، وهي 5 محلات “.

وأضاف المطلق قائلًا: “كنا في السابق نصطاد وقتما شئنا في الليل، أو النهار حاليًا لا يسمح لنا بالصيد إلا ضمن أوقاتٍ معينة فقط من الساعة السادسة صباحًا إلى السادسة مساء، وذلك حفاظًا على سلامتنا لأن عناصر الجيش الحكومي في الجهة المقابلة يطلقون علينا النار إذا تخطينا نصف النهر”.

ونوه المطلق قائلًا: “في السابق كنا رغم كثرة عددنا إلَّا أننا نبيع بسعر غالٍ، وكانت حالتنا المادية جيدة فنبيع لكل القرى المجاورة أمَّا حاليًا نحن 35 صيادًا فقط من أبناء المدينة أمَّا البقية فمنهم أضحى لاجئًا، ومنهم من انقطعت أخباره”.

كما أشار إلى أن صيادي الأسماك حاليًا يبيعون بسعرٍ رخيص جدًا مقارنة بالمهن الأخرى وطالب الجهات المعنية بوضع ضوابط لهذا العمل، وتحديد ساعات العمل بهذه المهنة بشكل جيد كما طالب بتخصيص مكان كسوق للسمك، ووضع رخص لمزاولة هذه المهنة بالإضافة لمنح بطاقات تعريف للصيادين لأنه تم القبض عليهم لأكثر من مرة من قبل قوات سوريا الديمقراطية بتهمة التهريب إلى الجهة الأخرى من النهر”.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن مهنة صيد السمك تمارس بعدة أشكال منها ممنوعة، ومنها مسموحة منها الصيد بالشبك، والسنارة، وهذا مسموح أمَّا الصيد بالسم، والصعق الكهربائي فممنوع، ولا بد من وضع ضوابط دقيقة تضبط هذه المهنة حتى لا ينفر الصيادين لأن السمك يشكل مورد عيش طبقة لا يستهان بها من السكان حاليًا.

كما يلاحظ تراجع هذه المهنة بسبب عدة عوامل منها الخوف من جنود جيش النظام في الجهة المقابلة، ورخص لحم السمك بشكل عام مما يجعل منها مصدر رزق ضعيف.

تقرير/ علي الاسود